+
أأ
-

ربا عياش : وينتهي المطاف بالإنسان خاوي اليدين تماما.

{title}
بلكي الإخباري






بعد كل هذا السعي يجد الانسان نفسه وحيدا وسط صحراء لا ملامح واضحة لها..
محاصر بالفراغ .. بلا أحد..
أين الرفاق؟ لماذا لم يسيروا لي ميلا واحدا؟
كيف لم يكلف أحد منهم عناء نفسه السير اتجاهي خطوة واحدة.. وأنا الذي سرت الطريق كله لأجلهم!
كيف يتجرأون على تحويلك لطيف ذكرى هش وأنت الذي خضت معارك ضارية بالنيابة عنهم.. لأجل مكانتهم وشأنهم ومنزلتهم وقيمتهم.
من الصعب فهم البشر والعلاقات البشرية.. الأمر أشبه بمسرحية هزلية..
لا تفهم أي خطيئة ارتكبت حين أغدقت عليهم بالرعاية والود والمودة
للألفة والرفقة.. للعلاقة..للأيام والمواقف التي كانت بينكم..
أي خطيئة يرتكبها الإنسان حين يكون وفيا للأحاديث..للبكاء..للضحكات.. للأماني والأحلام !
لماذا لا تكون المعاملة بالمثل؟
أوليس "جزاء الإحسان إلا الإحسان"؟
كيف انقلبت المعادلة؟ أي قوانين تُسير هذا العالم الآن؟
متى أصبح النظام بين البشر أن يتم التخلي عن من يحبهم بصدق..!
كيف أصبحت المقاييس أن يتم تهميش الأكثر صبرا على الأذية والجحود منهم!
جنون .. ! لن تفهم حتى كيف يُعقل أن بعد كل الجهود الحثيثة في الحفاظ عليهم، ينتهي بك المطاف منسيا "كأنك لم تكن"..
أنت الذي حملت نوايا نقية اتجاههم..كيف تم استبدالك بلمح البصر.. !
أنت الذي تغاضيت عن الكثير لأجلهم.. يتم التغاضي عن وجودك تماما في النهاية.. !
على أي حال .. يبدو أنه لن يقف لك أحد ويصفق لك على استنزاف مشاعرك، والتضحية بروحك، ومحاولاتك الدائمة في إصلاح ما كُسر بينكما..
لا أحد يملك وقتا لمحاولة إحياء قطع قلبك التي حرقوها..
ولن يتم تكريمك في نهاية الطريق لأنك كنت صادقا لطيفا أو محبا..
ولن يتم الاحتفاء بك لأنك كنت وفيا مثلا
لا أحد يملك وقتا ليدرك قيمة الآخر .. وطيب وحسن عشرة أحدهم!
يحاول معاملتك بالمثل .. دون جحود ونكران!
عن ماذا تتحدث؟ ..
يا لك من ساذج!
لا أحد يملك وقتا ليقف لوهلة للحظة ويفكر ويتأمل كل هذا الهراء ..!