التسول في رمضان.. استغلال للتقاليد الدينية وكسب التعاطف المجتمعي

كتبت: فرات العموش يُعد التسوّل في شهر رمضان من المشكلات الاجتماعية المزمنة التي يعاني منها الأردن باستمرار، وذلك في ظل ازدياد عدد المتسولين في الشوارع والأسواق، وجهود وزارة التنمية الاجتماعية للحدّ من الظاهرة من خلال توفير برامج وحلول لعلاج هذه المشكلة التي تشكّل خطراً كبيراً على المتسولين والمجتمع ككل
ورغم إدراكنا أن التسوّل نشاط غير أخلاقي، وهو صورة من صور الانتهاك لكرامة الإنسان، إلا أن البعض ما زالوا يمارسون هذا النشاط في شهر رمضان تحديداً كنوع من استغلال المتسولين للتقاليد الدينية؛ لكسب التعاطف المجتمعي وجمع المال. وبالنظر إلى الجانب الاجتماعي، فالتسول في شهر رمضان المبارك يزيد من الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء، ويعزّز الاعتماد على المساعدات الاجتماعية بدلاً من العمل والاستقلالية المالية التي لا يفضّلها الكثير من المتسولين، وانتشار العنف والجريمة في بعض الأحيان، خاصة عندما يستخدم الأطفال -الذين تم الزَجّ بهم للتسوّل- على الإشارات الضوئية العنف والتهديدات لجمع المال! الذين لا شَك أنه سينمو لديهم الحِس بالنقمة على المجتمع بشكل تدريجي عندما يشاهدو
الفروقات الاجتماعية بينهم وبين الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات عفيفة لم يفكّروا يوماً بالتسوّل مهما اشتدّ بهم الحال ضيقاً
ومن الجانب الصحي، فقد يشكّل التسوّل في الشوارع خطراً كبيراً على الصحة العامة، من خلال انتشار الأمراض والعدوى بين المتسولين والمارة
وبالحديث أكثر عن الأطفال الذين يجبرون على التسوّل من قبل ذويهم أو من قبل عصابات متخصصة، فإنه يمكننا أن نتصوّر معاً نموّ أشخاص غير أصحّاء نفسياً، وحاقدين على المجتمع الذي صنّفهم ضمن قالب محدّد، وبالتالي في المستقبل سهولة انجرافهم للانحراف وارتفاع نسبة الجريمة، وهنا انتقل التأثير بصورة مباشرة من تأثير التسوّل على المتسول نفسه إلى المجتمع بأسره. ومخاطر جسدية ونفسية عديدة تؤثر على صحة الطفل النفسية وتنميته الشخصية، وتؤثر أيضاً على مستقبله الأكاديمي والمهني، فهو بالتأكيد يشعر بالعار والذل ويفقد ثقته بنفسه، ويتعرض للعديد من الضغوط النفسية الصعبة، مثل الاكتئاب والقلق والخوف من العالم الخارجي
ومن أجل تحقيق التوعية اللازمة للمتسولين يجب تقديم الدعم لهم؛ ليحصل الأطفال على التعليم، وتوفير وظائف حقيقية للكبار للخروج من دائرة التسول بشكل تدريجي ومدروس. ومن أهم الحلول لعلاج التسول في رمضان هو توفير فرص العمل والتدريب المهني للفئات المحتاجة والأشد فقراً
وفي النهاية، يجب دعوة الأطراف المعنيّة إلى عدم التأخُّر في مثل هذه المبادرات متمثلة بوزارة التنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية وتنفيذ هذه الحلول بشكل فعّال ودائم، ومنذ اليوم الأول في شهر رمضان المبارك، والعمل على التصدّي للتسوّل والحد من انتشاره خلال شهر رمضان وخارجه



















