+
أأ
-

صبري ربيحات : مضر بدران…. مدرسة فريدة في الإدارة والحكم…

{title}
بلكي الإخباري





لاجيال الأردنيين الذين عاصروا بناء الدولة وارساء هويتها وجهود الدفاع عن هويتها ومجابهة الأخطار التي كانت تحيط بها كان دولة الراحل مضر بدران اسما يصعب ان لا نتذكره واستاذا لنهج يمزج بين الدهاء والصرامة واداريا يملك من الفطنة والحكمة ما اكسبه ثقة كل الذين تعاملوا معه أو عملوا بامرته من الوزراء والمدراء والرجالات الذين تناوبوا على حمل أعباء ومسؤوليات المراحل الحرجة من تاريخ البلاد.





في غالبية المرحلة الممتدة عبر السبعينيات والثمانينيات وحتى مطلع التسعينيات من القرن الماضي تناوب على رئاسة الحكومة رجلين مثل كل واحد منهم مدرسة في التفكير والنهج والعلاقة مع الناس وقضاياهم.





المشهد السياسي الاردنيعلى مستوى رئاسة مجلس الوزراء تقاسمه رجلان هما مضر بدران وزيد الرفاعي وفي نادي الوزراء كاد الناس ان يميزها بين النموذجين والرجالات الذين يتم اصطفاءوهم للعمل في كل فريق من الفريقين.





لقد حظي الراحل الكبير بثقة الناس واحترامهم كيف لا وهو الذي اعتاد على ان يقول ما يرى فيه مصلحة البلاد حتى وان لم يرى غيره ذلك…في عهده ازدهرت الادارة واقنعته برامج التنمية وتوالدت الجامعات وبدى الناس اكثر اطمئنانا وثقة بمن يديرون شؤونهم.





الرجالات الذين اختارهم بدران للمشاركة في حمل المسؤولية شكلوا مخزونا مميزا والذخر الذي استعانت به على مدى العقود التي تلت اختفاء الرجل طبعا عن المشهد العام..





اليوم يرحل أبا عماد عن إرث غني قوامه العمل الجاد بحكمة وإتقان بعيدا عن كل المظاهر والادعاء وحمى التدافع للاستحواذ والتوريث….
الرحمة لروح الراحل والعزاء لآل بدران وكل الذين عرفوا الرجل واحبوه.