+
أأ
-

سهير جرادات : رجال حول الملك الأردني.. يسيئون له.. ويباعدون بينه وبين الشعب!

{title}
بلكي الإخباري





كيف لم يخطر في بالكم، وأنتم تتخذون قراراً “غير مدروس” تقدير مدى أثره وانعكاسه وخطورته على علاقة الملك بالشعب؟ كيف اتخذتم قرارا لا يليق ب “رجال حول الملك”، من المفروض أنهم يمتلكون رجاحة العقل، الى جانب الرؤية الواضحة وبعد النظر، وتوجب وظيفتهم عليهم ان يقربوا الملك الى القواعد الشعبية، لا أن يسيئوا له ويباعدوا بينه وبين شعبه!
أيعقل أن رجال الديوان الملكي الهاشمي العامر يحرجون الملك و يسيئون له ويضعون الديوان في مواجهة عداء مع صحافية؟.. ما هذا التصرف المعيب والمسيء، الذي لا يليق برجال حول الملك باتخاذ قرار “الحجب المقصود” لعدم تكريمي احتفالاً بـ “اليوبيل الفضي” لمسيرتي الصحافية.
هل وضعتم تصنيفا جديدا للوطنية؟ وتعدون الوطني ضد البلد؟ أي هو الي بكتب ضد الفساد برأيكم بكون ضد البلد؟ من سمح لكم بتجريمي وتصنيفي كما يحلوا لكم ؟! بـ “الخطير” لحد حجب التكريم الملكي عني، إن ما اكتبه ليس بجريمة ليتم تجريمي، والخصومة ستبقى مع البطانة الفاسدة الذين أعطوا انفسهم حق تصنيف الناس .. كيف هيك طلعت معاكم؟ .. “من يحاسبكم”؟ على هذا التصرف المخجل؟!
صحيح “الكرسي يغير النفوس”، والغالبية يتسترون “خلف عباءة الملك” في اتخاذ قرارات تحت ذريعة “خايف الملك ينزعج”.. عليكم الا تنسوا أنه هو صاحب مقولة: “الحرية سقفها السماء”.





المفارقة العجيبة أنه قبل ثلاث سنوات فاز مقالي “إنهم لا يصدقونك القول”، وكما هو معروف فان قيمة الجائزة تصدر من الديوان الملكي.. والأهم أن المقال وجه رسالة تنبيهية للملك عن فساد حاشيته، ومن بين هذه الحاشية التي أشرت إليهم، من يعدون انفسهم “ملكيين أكثر من الملك”.
ليس من مصلحة الملوك معاداة شعوبها، ولا يوجد حاكم يريد ان يبتعد عن شعبه، ويبحث أن يكون له شعبية “ومحبة”، و”اخلاق ملوك” تقوم على استقطاب الخصومة، وليس ترسيخ الخصومة، كما حصل مع “ علي الحياري، ونذير رشيد، وعلي أبو نوار “ الذين تم استقطابهم رغم ان ما ارتكبوه يصل حد الجريمة، التي يعاقب عليها القانون، وتم نقلهم من خانة “الخاين” الى خانة “المؤتمن” بتسليمهم اعلى المناصب وارفعها، لكن من الواضح ان “الحاشية” يتنافى “توافق الشعب مع الملك” مع مصلحتهم..
لغة الملك والصحافة واحدة، ويتشابهان، الاثنان يبحثان عن الحقيقة ومحبة الناس، بتلبية مطالبهم، أو نقلها سعيا لحلها .. ويخلتفان مع الحاشية الذين أغلبهم يبحثون عن مصالحهم ومكتساباتهم.
الموضوع محصور بين شخصين، أحدهم يشبه المثل القائل: كبر القمر واتدور … ونسي زمانه الاول .. والآخر صاحب المقالات النارية، التي كانت تُعتمد وسط أزمة الثقة التي يعيشها الملك في الشارع الأردني، وذلك لجس نبض الشارع، من خلال نشر تسريبات عن “قضية الفتنة”، المرتبطة بالأمير حمزة بن الحسين، والذي جاء تعيينه في منصب حساس قرب الملك مكافأته له، حتى لقب بـ “رجل التسريبات”.
هناك اجماع، بأن الاثنين لا يجرؤان على اتخاذ قرار من “شور راسهم”، حتى لو كان كبير الموظفين، إنما بتوجيه وايعاز من “مستشفى الجندويل” التي يشرف على إجراء العمليات، وليس شرطا أن تنجح العملية، وحتى لو نجحت العملية ليس شرطا أن ينجو المريض، حيث انهم يرتكزون على قاعدة الماخوذ من الحديث الشريف: “ادرؤوا الحدود بالشبهات”.. لذلك يظنون أنه يجب عدم “تكريم من يجلد البلد”، قصدهم من يحارب الفساد، وينقل ما يدور بين الناس من أفكار ليوضح الصورة بين الراعي والرعية، كما أنهم يعتمدون في تنفيذ احكامهم على القاعدة المعكوسة “ناقل الكفر كافر”.. وفي هذه الحالة تتسع دائرة “إعادة فحص النظر، حتى يتمكنوا من رؤية الأمور بعين التوازن .. علماً ما زال الشعب يذكر كيف كرمتم من اساء للبلد، واستقبلتوهم استقبال الأبطال، وكرمتموهم ووليتوهم أعلى المناصب.
الحقيقة التي نقف أمامها اليوم، أن نقابة الصحفيين الأردنيين “فَرطت” بحق عضو الهيئة العامة، و”قصرت” في الدفاع عن أعضائها، مما يعطي مؤشراً إلى أن “لا ظهر” للصحفيين في حال تعرضهم لإي إساءة، و”استضعاف من بَعْديّ”.. حتى ان الديوان أفصح “لبعض الأعضاء” بأنه سيتوقف عن تقديم هدايا ملكية “لتكريم الصحفيين” ممن أمضوا 25 عاما في خدمة بلاط صاحبة الجلالة.
في كل شهر رمضان المبارك الكم معي حكاية، في التاريخ نفسه من العام الماضي، كشف “تقرير دولي” بأن هاتفي مخترق من برنامح بيجاسوس الإسرائيلي التي اعترفت بان الأردن اشترته، ولم يراجعني احد، وكل ما قامت به الأجهزة ان اصدرت طبيان نفي” ونشرته في الوقت الذي منعت نشر التقرير، يعني نشر النفي وحجب نشر الخبر.. و”الأسلوب نفسه” يتكرر هذا العام وفي شهر رمضان بأن يحجب تكريمي، هل هذا مشهد من مشاهد الدولة التي “تخترعه” لإلهاء الناس ؟!! ملاحظة: “مشهد: مصطلح مخابراتي بحت”.
الله يجازي بلايشكم، قال! خايفين لو أقاموا حفل تكريم أن ارفض الحضور والاستلام.. فقرروا “الحرمان بالنوايا”.. طيب طالما ما في حفل برعاية ملكية، ومنذ سنوات والحفل يقام في مقر النقابة، ومرة واحدة تم تحت رعاية رئيس الوزراء، وإما الوزير . على مشاعر مين خايفين؟.. ليكون مراعاة لمشاعر من لم يحلم يوما في أن يصبح مسؤولا، وهو ليس الا “صبيب قهوة ” عند رئيس وزراء اسبق.
ليش كل هذه الزوبعة؟ التي بينت أن صدر الدولة بدأ يديق !! وجاءت نتيجتها “7-صفر” لصالحي.. التي أظهرت بأني محجوبة عندكم ومحبوبة عند قرائي، في حركة “خدمتموني بها ولم تسيؤوا لي “، لأنني أمثل الحقيقة التي لا تحتاج الى من يجملها ..
عندما تستهدف صحفيا، تكون النتائج معروفة، لأن الصحفي لا يسكت “ما في سر عند صحفي” والتحركش فيه تعني استفزازة ودفشه نحو أمر أنتم تريدونه “قاصدين النشر”، وصولا الى معاداته.. وزي ما بنقول: الي بدق الباب لازم يسمع الجواب .. أنتم قصدتم اثارتي لا كتب، ومعرفة ردة الفعل .. ولكم ذلك .. انتم بتودونا لطريق ما في منه رجعة “أنتم تصنعون العداء”.
في الختام، أشكر الشعب الأردني على محبته ودعمه لي الذي هو اكبر وأعظم وسام، ان عدم تكريمي بمثابة وسام من المواطن الذي ادافع عنه وأعرض قضايا الوطن الذي تربينا على حبه، وانقل ما يدور بينهم من حديث واسئلة يبحثون لها عن إجابات لها ..
وسأبقى وأنا من تربيت على يد قائد عسكري زرع بقلبي الجرأة وحب الوطن النابع من العقيدة العسكرية “صوت من لا صوت له” ولن أتوقف عن الكتابة .. رحم الشهيد وصفي التل صاحب مقولة : لازم نهمر عليهم
الخلاصة، من لا يصون دينه لا يصون وطنه.. وما ظل ما عندي حكي احكيه وصفحة طويناها.. وكويناها!
كاتبة وصحافية أردنية
Jaradat63@yahoo.com