ضرغام هلسة يكتب : بثياب مستهلكة بدأ نيابته … ليغادرها بأفخر الماركات العالمية !

أوقف سيارة الأجرة وهومفعم بالنشاط
قال للسائق
الى العبدلي اذا سمحت حيث مبنى البرلمان
فأنا ذاهب لأداء القسم تحت القبة

دارا السائق ضحكته وقال ولا يهمك وتمتم قائلا بسره
الجنون فنون

فهو يرتدي طقم ثياب مستهلك ووجه مجروح من ردأة موس الحلاقة وشعر رأسه ملطخ بزيت تصفيف الشعر بطريقة فوضويه

السائق تشكك في أمره وحاول مسامحته من دفع الأجرة
ولكنه دفعها
اخترق الباب الخارجي ليدلف نحو باحة البرلمان أوقفه الشرطي المناوب على الباب قائلا
ماذا تريد فقال أنا نائب منتخب عن الشعب
فسأله ما اسمك تلعثم سعادته وهويذكر اسمه متخوفا أن يقوم الشرطي بطرده وعدم الاعتراف بنيايته
فقدم هويته المدنية
نظر الشرطي للقائمة التي امامه فقال له بجلافة
خش
حتى لم يقل له تفضل
لعب الفار في عبه معقول ما بدهم اكون نائب بس انا أبلغني المحافظ اني ناجح في الانتخابات
عندما دخل وعرف على نفسه وجد شيئا من الاستقبال المناسب
وجاءه شابا وسيما مكلف بمتابعته و شرح له عن مهماته الموكولة إليه وكيف سيقوم بتنفيذها بأمانة
وبدأت الدورة البرلمانية
أصبح له حضور واسمه معروف رغم أنه لم ينطق بكلمة واحدة بينما يده ترتفع وتنخفض حسب متطلبات المهمة الموكولة له
انتهت الدورة وتم حل المجلس فخرج ينتعل حذاءاج ايطاليا من جلد الافعى المزركشة وطقم ثياب مع بقية مستلزماته فرنسي المنشآءوفي بيته العشرات منها
ولديه سيارة أميركية فاخره وسائق أكثر علما ومعرفة منه
عاد للحي الذي ولد فيه فخاطب اهله
حاولت خدمتكم ولم استطع لأن الدولة لاتملك إمكانيات تحقيق مطالبكم
وأصبح رقما معدودا في المجتمع
وبقي يتسأل يا ترى كيف حصل ذلك وانا في اخر القائمة بين شباب الحي علما ومعرفة وحضورا
فلكي يرتاح ضميره وشوش نفسه قائلا
أنها إرادة الله وإرادة أولياء الأمر منا