+
أأ
-

سهير فهد الجرادات : ليش ما بتكتبي عن الإيجابيات؟!

{title}
بلكي الإخباري






“ليش ما بتكتبي عن الإيجابيات ؟!” سؤال وجيه ، وحتى اجيب عنه، قلت: خليني ارصد الإيجابيات والسلبيات، وبلشت من الصبح ، وأول إيجابية وجدتها هي أن تشكر الله على أنك ما زلت على قيد الحياة ، لتتذكر أن الحياة بيد الخالق وليست إيجابية بشرية، وتنظر حولك لتشكر ربك على نعمة امتلاكك منزلا ، لتتذكر ان المنزل مرهون وأقساطه متراكمة وتدفعه من عمرك وعملك وجهدك ، وأنت تتناول إفطارك تلاحظ ان ما تنتجه بلادك في تناقص و(الباقي تفاصيل ) مستوردة من الخارج وعليك ان تخنع وتدفع أجور الاستيراد.. وأنت تغسل يديك تتذكر أن نعمة الماء تدفعها من دم قلبك لارتفاع أثمانها، وتتذكر وانت تغلق المفاتيح الضوئية بأن الفاتورة بالعلالي ، والغاز كلفته في تصاعد ، ورغيف الخبز أصبح غير مدعوم ، واذا ركبت سيارتك تتذكر القسط لتهرب من الفكرة لتنظر في عداد البنزين الذين يذكرك أن سعره يرتفع طرديا كلما انخفض عالميا .. ومن الإيجابيات توفر المشتقات النفطية والسلبي لجوؤك الى ( نص دفء ) لمواجهة ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل ..
نعم اشكركم على فكرة الكتابة عن الإيجابية وان نكون ايجابيين فهناك خدمات حكومية تمت اتمتتها و80 % منها ما زالت على الطريقة التقليدية، وعليك ان تبحث عن واسطة لتحصل على حقك في إنجاز المعاملات .. ولنكن ايجابين لان هناك 3 الاف شخص (قاشين الدنيا) ويرونها بعين إيجابية لانهم واكلين الجو بس لما تنتهي علاقة التعاقدية مع المنصب سترى منهم شيئا مختلفا اذ سيبدأون بالتذمر والسخط على البلد التي اخذت منهم ولم تعطيهم ما يستحقون ، لانهم يريدون المزيد ليس إلا !!..
ad
وتذكر ان كل إنجاز ايجابي تقابله سلبية ، شُوف عنا تلفزيون مدعوم ( خاوة ) بدينار.. وعنا ريف وبندفع له (فلس الريف) .. عنا مراكز صحية وعنا نقص ادوية.. عنا مدينة طبية وعنا عزوف عنها.. وعنا أطباء في غاية الروعة وعنا ( اعتداء ) على الكوادر الطبية .. وعنا طب راق بتسعيرة غير مقبولة .. وعنا مستشفيات حكومية وعنا معاناة البحث عن سرير قبل البحث عن الطبيب .. وعنا تأمين صحي و طول انتظار المواعيد .. وعنا مواقع سياحية فريدة عالميا وعنا خسائر بالهبل .. عنا شركة طيران ( وحيدة ) ومديونة ..وعنا التزام بدفع الضراب وعنا شوارع (مُخزية) من كثر الحفر والمطبات ..وعنا قوانين وعنا ( تَفنن ) في خرقها !!..
أيها المقترحون قبل البدء بالكتابة عن الإيجابية اذكركم أن دور الصحافة هو مراقبة السلطة ، والكشف عن موطن الخلل والتنبيه لها ونشرها دون تجميل لتعديلها واصلاحها ، بتوجيه الرأي العام ليشكل ضغطا شعبيا سعياً لحل المشكلة وتصويبها .. لذلك سيبقى الخلاف (قائما) بين الصحفي الذي يبحث عن الحقيقة ، والسياسي الذي يبحث عن صوت التصفيق والتمجيد ، ولا يجيد إلا سياسة تكميم الأفواه وتحييد الصحفيين..
كن إيجابيا أيها الشعب الأردني، رغم كل ما يحيط بك من سلبيات!!
ويسألونك عن الإيجابية، قُل لهم هذا هو حجم الإيجابية في بلادي..
كاتبة وصحافية اردنية
‏Jaradat63@yahoo.com