+
أأ
-

الحُبّ في وَجه الكُورونَا

{title}
بلكي الإخباري

خليف عبد الحكيم العساسفه - الكرك






لطَالما أردتُ أَن أوصِفَكِ….

ولكن اشغلتنِي فَراشاتُ وَعيِ العِلمِ وَالعَمَل،





وَفي لَيلةٍ مِن سُرى لَيلي أَجدُ نَفسي وَحيداً أمامَ بابِ غُرفَتي، وَقد زارَتني فَراشاتٌ مِن اللّاوَعي لِتَحمِلَني لِوَصف تِلكَ الأرض.





بوصف تِلكَ الأرض…





لا موسوعهُ الكلماتُ تُسعِفُني ولا بُحُور الأوصَافُ تَروينِي ….





بوصفِ ذاك الحبِّ العَابِق بالعِشق والأملِ الذي لا النَّظراتُ تَكفيه، وَلا الكَلماتُ تَسقيه، ولا اللَّمساتُ تُخمِده ….





بِوَصفِ تِلكَ الأَرضِ التي أصِفُ حُبّي لها مُتجَسِّداً كأنّه يَختزِلُ شَيئاً مِن كيانِ أمّي وأبي، ومَن أحَبُّ إلَيّ مِنُهما.





لا يُمكِن أن أقُولها مُتنَمّقاً أو مُتاجِراً أو مُرائِياً، بَل أبُوحُ بِها عَاشِقاً وهائِماً في حُبّها، ثَمِلاً مِن مائِها، لاهفاً في كل لحظة للقائها….





فَفِي ملّاحاتِ المِلح يَتَجسّدُ لِي ذَاكَ القَويّ العَنِيد، الصّلد، كَجُزَيئاتِ أملاحِها…

الجهور الجسور، كَصَوتِ وَفِعل حَفّارَاتها…

المَهِيب، كَسُدودِ ملّاحَاتِها…

مُعطِياً بِصَمتٍ بِلا مِنّة ، كَماءِ مَلّاحَاتها…

تِلكَ الأَرضُ الّتي تُثقِلُها السُّدود والمِياهُ والأيّام وَلا تُعطي إلّا مِن جُلِّ خَيرِها و جَمَالها… هذا هو أبي.





وَفِي مَلّاحات الكارنَلايت، أَرى صُورَة أمّي النّقِية، المُشَابِهةِ لِصَفاءِ مِياهِها…

وَقَلبِها كَإنعكاسَاتِ بِلّورَاتِها…

وجَلدِ أمّي كَعَملِ حَصّادَاتِها…

وَنُعُومَةِ أمّي فِي مَلمَسِ حَبّاتِها…

وخَيرُ أمّي فِي حَنايا بُوتَاسِها….





تِلكَ هِي مَحبُوبَتي يا سَاده …. ❤‎





إلَليكِ يا مَحبوبَتي أَكتُب، إليكِ يا من اَلهَمَتني لِأنسِج ما يَصعُبُ شَرحُه بالكَلِمات وَوصفِه بالصّور …سَأظلّ أحبّكِ حتّى يأكل البياض مني السّواد، وحَتّى تَذبُل مَلامحي الفَتيّة، وَيُصبِحُ العُكّاز مِسنَدي ….❤