رنا حداد : منشار ومنشور

انشغل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بقضية خوازميات النشر وظهور المنشورات، لكن الحكاية التي لم تخطر على بال كثير من المستخدمين ان هذا الامر يحدث نتيجة توجه جديد لمشغلي هذه التطبيقات، اذ ان السحر قد انقلب او حتى نكون ادق بدأ ينقلب على الساحر. فباتت سياسة تقييد وصول المنشورات، سيما الداعمة للقضية الفلسطينية هي اداة لمنع اي تغيير في وجهات النظر «القديمة» التي كانت تسود وتتسيد المشهد في الرأي العام العالمي.تغييرات كبيرة تحدث في وجهات نظر المواطنين الأمريكيين مثلا تجاه قضية الصراع العربي الاسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة .هذا ما أكدته مجلة النيوز ويك الأمريكية مؤخرا عبر نشر استبيان قامت به ونشرته .تقول نتائج الاستبيان بأن هذا التغيير يحدث بشكل متسارع لدى الأجيال الجديدة في المجتمع الأمريكي حيث أوضحت» أن 61% من الشباب الأمريكي - تحت سن الثلاثين - أصبحو يتعاطفون بشكل أو اخر بشكل أكبر مع الفلسطينين من الاسرائيليين بينما لا زالت اسرائيل تحظى بدعم أكبر من قبل فئة كبار العمر الأمريكين بنسبة تتجاوز ال 78%».هذه الارقام قادرة على اعطاء صورة ان الجيل الجديد او «جيل مواقع التواصل الاجتماعي» والاعلام الرقمي والتطور العام الحاصل على نظم الاتصالات والانتشار الكبير الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي - التي اغلب روادها من الشباب - خدم القضية الفلسطينية أكثر مما خدم الخصم.نعم هناك تضييق لنطاق وصول المنشورات التي تدعم بالحرف والصورة والصوت فلسطين، قضية العرب العادلة, وتفضح التصرفات والممارسات اللاانسانية للكيان الصهيوني، فما لا يعرفه كثيرون ان «ميتا» بها مركز يعمل فيه خبراء لغتهم الاصلية العربية والعبرية لازالة المحتوى الذي ينتهك معايير وضعوها من وجهة نظرهم الاحادية والمنحازة للظلم والتضليل.ما المطلوب منا ؟ ان ندرك انها ايضا حرب، بلا دخان،لكنها اصعب لتغطية الحقائق، حرب الكترونية شرسة فيها صاحب المنصة منحازا الى اسرائيل، فتراه يغربل ويحذف محتوى يشتمل على كلمات ووسوم لفلسطين وغزة وقدس ووو ، اضافة الى ان الكيان نفسه قد جند من يقوم بالابلاغ عن محتوى يرصده يهدد وصول الحقيقة للراي العام العالمي.لذا اقل ما يجب ان نفعله هو ان ننشر حتى بالتقطيع او استخدم الاحرف الانجليزية مع العربية .. لا تقاطع شارك وانسخ والصق وضع اعجابا لكل ما ينشر ويتضامن مع قضيتك العربية ، فالتغيير يحدث ونحن اداواته. ــ الدستور



















