محمد عبد الجبار الزبن : الحكمة.. أساس في حماية فلسطين وحجر الزاوية في تحصين الأردن

في زمن المدلهمات يسارع المخلصون لتقديم الغالي والنفيس لأجل مجتمعاتهم وأوطانهم، إلا أن نداءات الحكماء تعلو فوق لسان العاطفة، لأنني قد أظن أن الطريق الأقرب فيها النجاة وفيها السعادة، والحكماء تقول: أقرب الطرق أيسرها وإن بعدت.واليوم فلسطين تنادينا وغزة تتمزق، إلا أن الطغيان يواجه الطوفان، ونحن في الأردن قيادة وشعبا نشكل الركيزة الأساسية التي تدفع معنويات الداخل إلى الأمام، ولسان حالهم ينادينا: تماسكوا أيها الأردنيون فأنتم الغطاء وأنتم الدثار والشعار.ومن هنا نجد أنفسنا أمام ضرورة شرعية ووطنية في معرفة ما نقدمه ومتى وكيف نقدمه، فقد يكون الدعاء أولى من المال وقد يكون المال مقدما على الرجال، وقد يكون القرار أهم من كل الأعمال، ألا ترون أننا نأسف لقرارات دول كبرى لأنها فتحت المجال للظالم ومنعتنا من نصرة المظلوم.وفي الأردن وما أدراك ما الأردن.. إنه مما تطمع به دولة إسرائيل وتتمنى لو تهضم منه وتقضم، ولأنه عصي عليها، فإنها لن تبالي أن تخترق الموازين وتعتدي عليه، وهنا يأتي الواجب علينا بالتحصين والإعداد والاستعداد وعدم الانزلاق في فوهة المخاطر، وأن لا نفتح المجال للعدو وقد تحزب وتحزم، وأعد واستعد.وهنا.. لا يختلف اثنان على أن نهر الأردن يعيش برئتين تتنفسان نفس الهواء وأن القلب واحد والشعب واحد والهم والاهتمام واحد، حتى إن المصير يحمعنا والألم هناك والدموع هنا، فنحن نعيش منذ زمن بعيد في لحمة تجمعنا بغسان وعدنان، ومن بعد الإسلام ها هي الأردن أرض المحشر والرباط، ومنذ ثمانية عقود نعيش متقاسمين للقمة العيش والهوى والهواء.



















