شحاده أبو بقر يكتب: الأردن حليم حيران

ابتداء، الرحمة والقبول الحسن لشهداء إخواننا في غزة الأبطال، والشفاء بإذن الله لجرحاها، والنصر حليفها بعون الله على هذا العدو الظالم، وبعد:فمنذ النكبة الأولى لفلسطين الحبيبة، ومع كل مرحلة ومحطة في الصراع، والمملكة الأردنية الهاشمية، عرضة للتشكيك والاتهام والإشاعات الهدامة. وممن؟ من (الكاذبين الكذابين الحاقدين الحسودين الذين لم يقدموا لفلسطين وشعبها الشقيق ومقدساتها وقضيتها، غير الحكي والشعارات الزائفة والتهديدات الفارغة ومن خذلوها على مدى ٧٥ عاما وإلى اليوم).هؤلاء الظلمة يلتقون في الغاية والنيات، مع العدو الصهيوني ذاته، وهم ينشطون في كل حين يشتد فيه الصراع كما يحدث اليوم.وهؤلاء المتنطعون أعوان العدو من حيث يدرون أو قد بعضهم لا يدرون، تجار حروب يعلمون أن الأردن كالحليم الحيران الذي يسمع ويرى ويغض الطرف عن أكاذيبهم التي يعرف مقصدها تماما.اليوم، وحيث يقف الأردن كله، القيادة والشعب والحكومة والجيش والأمن وكالعادة، موقف الرجال الرجال الذي لا موقف مثله، نصرة للأهل في فلسطين، ينشط هؤلاء في توجيه التهم والتأويلات الكاذبة لكل موقف أو قرار للأردن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.تحدثت الملكة رانيا العبد الله ككل المنصفين المناصرين للحق ضد الباطل إلى إحدى شبكات التلفزيون العالمية، وقالت ما مضمونه أن الأمر لم يبدأ في ٧ أكتوبر، وإنما عمره ٧٥ عاما ولم يجد حلا سلميا عادلا، فسارع هؤلاء الظلمة إلى مهاجمتها والتشكيك في ما قالت، مناصرين للباطل على الحق، ومعظمهم هذه المرة صهاينة ومن هم على شاكلتهم.شكك هؤلاء في شرف الجندية الأردنية التي تفخر تاريخيا بمواكب شهدائها على أرض فلسطين وقدسها الطهور.وزايد هؤلاء الكاذبون على الموقف الأردني الشامخ إلى جانب الأهل في غزة الشموخ، ولو سألتهم عن موقف دولة من بين ٦٠ دولة إسلامية هي ثلث العالم يوازي الموقف الأردني صدقا وشهامة، لخرست ألسنتهم جميعا.يزايد آخرون من خلف حدودنا على موقفنا، وهم لا يملكون سوى الصراخ الفارغ الذي لا يكلفهم شيئا، وكالعادة، سوى الإدعاء الزائف.يزايد هؤلاء على قوانا الأمنية الساهرة على حماية الأردن نصير فلسطين الأميز بين الأقران من ممارساتهم وسوء أفعالهم.هذا هو الحال في ظرف حساس مر مرير عصيب لا أحد يدرى تطوراته ومآلاته، بينما يقولها الملك صراحة للعدو وكل من يسمع، أن توهم التهجير للشعب الفلسطيني الشقيق يعني الحرب، وأن لا سلام ولا أمن لأحد إلا بجلاء الإحتلال وقيام الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف.شخصيا، أؤمن بأن لا هدف ولا غاية لهؤلاء الظلمة، سوى زرع الفتنة واحداث الفوضى في الأردن، تهيئة لمخططاتهم ولأحلامهم اليائسة التي تحطمت دوما على صخرة وحدة شعبنا، وقوة تلاحم موقفنا المشرف، ووعي شعبنا الواحد من كل المشارب بخبث نواياهم وسوء مراميهم.الأردن بمن فيه وبما فيه من شجر وحجر، أشرف من كل شرف، ودوره وتضحياته التاريخية من أجل فلسطين ومقدساتها، لا توازيها ولا تجاريها تضحيات أي كان، سوى تضحيات الشعب الفلسطيني الشقيق الصابر المرابط على الثغور في فلسطين.ما عاد ممكنا ولا مستساغا أن يواصل الأردن منهجية الحليم الحيران، وبالذات، في هذا الزمن الذي يملك كل مشكك فيه، "ربابة" تشكيك إلكترونية.علينا جميعنا، الدفاع عن بلدنا ضد الكذب والزيف والخداع الذي له ما بعده، وعلى شعبنا الشريف، الوعي الكامل بما يراد لنا وبنا، فنحن مستهدفون تماما كما هي فلسطين، وموقفنا مستهدف كما هو نضال إخواننا في غزة وسائر فلسطين، والصهاينة المتخبطون اليوم، هم في طليعة المشككين ولهم اعوانهم الكثر على هذا الكوكب، وهناك غيرهم من يتربص بنا تحت يافطة نصرة غزة الصامدة، والله يعلم أن لهم غايات شريرة ليس ضدنا وحسب، بل ضد عرب كثيرين غيرنا.وليت الأمة تتوحد والخطر يحيق بها من كل جانب، وتتخذ موقفا واحدا يبعد عنها خطر الغزاة وأهل الاجندات، ويرغم أعداءها على إحترام مكانتها وقد حباها الله بكل أسباب القوة التي تصون حضورها بين الأمم، حتى دون إستخدام السلاح التقليدي. نصر الله أهلنا في غزة على مجرمي الحرب الظلمة وأعوانهم. عاش الأردن وعاشت فلسطين، وحيا الله العرب من محيطهم إلى خليجهم، وهو تعالى من وراء قصدي.



















