صباحات ما قبل الكورونا … صباح الناصرة !

الكاتب الصحفي : خالد عيسى - السويد
صعب أن تعرف من أين يُشرق ؟ للناصرة قدرة عجيبة على توجيه الجهات الأربعة على هواها ، تحيط بك من كل الجهات ، وتدق بابك أين ما كنت ، وتترك صباحها بين يديك .
أي مدينة هذه توزّع صباحها على المنازل كل يوم؟! ، وتصعد الى صعودها برشاقة غزالة ، بعد ان تغزل لك زرقة صباحك المنزلي ، وتضعه أمام فنجان قهوتك وتمضي ..
حين تكون في الناصرة ، تكتشف انك مصاب " بعمى الاتجاهات " حين تلتف حولك مدينة ، لها شكل حضن حبيبة ، يشرق صباحها من قميص نومها ، وأنت بين ذراعيها فاغر الفم ، تبحث عن الشرق والغرب والشمال والجنوب في حضن مدينة تطوق صباحك من جميع الجهات ..
بين الناصرة والناصرة العليا ثمة ديك فلسطيني يصيح بقاف أهل الناصرة المغمسة بالكاف ، وكنت أحدّق بعلم اسرائيلي يرفرف بكسل ، وتحدّق نجمته السداسية بي بحنق ، وديك الناصرة يواصل صياحه : " كوكو كوكو يلعن ابوكو وابو اللي جابوكوا " ، فتعلو الناصرة على الناصرة العليا ، وعلم اسرائيل آخر من يعلم في صباح تنقشه الناصرة كل يوم في منقوشة زعتر ، وتطل عليك من كل الجهات مثل دوار " البيج" الذي دوّخ صديقي وائل عواد ، وتركني أصحو كل صباح في حضن الناصرة ، ولي حيرة " غوغل ايرث " وهو يتشاطر في تحديد الجهات في الناصرة..
وأشرب قهوتي مع ديك الناصرة الذي يرد على صياح ديك في الرينة وآخر من عين ماهل ، فتعلو الناصرة على الناصرة العليا ، ولا شيء يعلو على الناصرة ..



















