+
أأ
-

المجالي تكتب :هل سننتخب إلكترونيا هذه السنة؟

{title}
بلكي الإخباري





م.هديل إبراهيم المجالي





في ظل الأزمة العالمية الراهنه أثرت جائحة كورونا COVID19 بتفاصيل أساسية في حياة الدول وآليه التعامل مع هذه الأزمة حتمت على ‏العديد منها إستخدام الإنترنت والتطبيقات العديدة للتخفيف من آثار الحظر الكامل او الجزئي والمحافظة على ديمومة الحياة ، حيث أن ‏الظرف الطارئ عزز كل توجه الكتروني ليكون هو الحل الأنسب للحفاظ على السلامة العامة وتوظيفة بهذه المرحلة اصبح ‏ضرورة لا غنى عنها.‏





الأردن قد يشهد العديد من السيناريوهات السياسية كإنتهاء العمر الدستوري للبرلمان النيابي وعدم التمديد له ، وبظل الظروف القائمة وإن كنا ‏مقبلين على إنتخابات بالنصف القادم من السنه هل سيكون خيار الاقتراع التقليدي مناسب خاصة بعد كل الجهود التي قامت بها ‏الحكومه بالسيطرة على إنتشار الفيروس أم هي فرصة لتجربة آلية الإقتراع الإلكتروني والذي قد يكون أفضل قرار وللعديد من ‏الأسباب.‏





يعرف التصويت الإلكتروني بانه "مباشرة الحق السياسي في الانتخابات واختيار المرشحين من خلال استخدام تقنية المعلومات ‏بدلا من الطرق التقليدية كاوراق وصناديق الاقتراع ، ومن ثم تخزين النتائج في انظمة الحاسب الالي وفق معايير فنية وامنية ‏معينة لتحقيق اقصى درجات الشفافية والدقة والامن مما يضمن نزاهة العملية الانتخابية بصورتها "‏





العديد من المعايير تعنى بهذا النوع من الإقتراع منها القانوي كتشريع قانون ينظم العملية، وتقني كضمان سير العملية بأنظمة تتسم ‏بالأمن والحماية لأي ثغرة، وإجتماعية كالتوعية والتشجيع عبر جميع الوسائل الصوتية والمرئية وقنوات التواصل الاجتماعي ‏لتعزيز المشاركة من جميع فئات المجتمع.





إيجابيات عديدة يقدمها هذه النوع من التصويت فإن كنا نتحدث عن الظرف الراهن فهي التباعد وتقليل الإكتظاظات أمام مراكز ‏الإقتراع لمنع أي مظهر يؤدي لتراجع الإجراءات الصحية التي تتبعها الحكومة, أما بشكل عام فهنالك العديد من المزايا أهمها ‏تخفيف المظاهر المبالغ بها والمبالغ الضخمة للحملات الانتخابية وهذه قد تكون فرصه ذهبية للشباب للدخول بالمعترك ‏الانتخابي .





من المزايا أيضا زيادة أعداد الناخبين لسهولة العملية واتمامها من اي مكان وحتى باستخدام الهواتف الذكية,وكذلك سهولة وسرعة الحصول على نتيجة الفرز وتوفير العديد ‏من الأمور اللوجستية كأعداد الموظفين والورق بالإضافة أنه يقلل من الإحتيال والتزوير خاصة بالدول المتقدمة والتي تمتلك بنية ‏تحتية توفر بيانات الناخبين بأنظمتها الالكتروني ,زيادة المشاركة الانتخابية قد تشمل أيضا المغتربين أبناء الوطن في الخارج ‏وذوي الاحتياجات الخاصة الذين تصعب عليهم المشاركة التقليدية للانتخابات وهم ركن أساسي فيه.‏





لا شك أن كل نظام قد يشكل العديد من المعيقات منها معارضة هذا التغيير والشعور بالخوف خاصة لمن اعتاد خوض العملية ‏بالطريقة التقليدية , ايضا فشل المنظومة الإلكترونية إن لم تمتلك الدولة نظام يستقبل الضغط الكبير على مواقع التصويت واحتمالية ‏القرصنه للتأثير على النتيجة النهائية ولكن هذه المعيقات قابلة للمعالجة والعديد من النماذج المهمه تستطيع الدولة الإستفادة منها ‏ومن إجراءاتها لضمان سير العملية بنجاح كالولايات المتحدة الاميريكية.‏





أما طرق تطبيق هذه العملية متعدده منها المسح الضوئي، إعتماد بطاقات ذكية أو تصويت الكتروني مباشر عبر الرقم الوطني أو ‏حتى بصمة اليد الالكتروني خاصة وان هوية الاحوال الوطنية ذكية وتساعد بتبني اي خيار وتسطيع الدولة اختيار الانسب حسب بنيتها التحتية واستطلاعات للوضع القائم اجتماعيا وسياسيا ‏وجاهزيته لاستخدام اي اسلوب.‏

ندرك أنه من الصعوبة تطبيق هذا النظام في هذه المرحلة؛ لأنه سيحتاج العديد من التجارب والاختبارات للتأكد من سلامة العملية الإنتخابية الإلكترونية؛ ولكنها أيضا ليس بالمهمة المستحيله، وبجميع الأحوال يبقى خيار مهم ‏للمستقبل القريب لما فيه من إيجابيات وتقدم حضاري وكفاءه ودقة وسرعه ونزاهة عالية جدا وعلى الدولة بهذه المرحلة محاولة ‏اتباع افضل الطرق لضمان استقرار الدولة صحيا وسياسيا واقتصاديا.‏