+
أأ
-

السماعين تكتب : نظرة في مقابلة جلالة الملك الاخيرة

{title}
بلكي الإخباري





رلى السماعين





رأيت في مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني على قناة سي بي اس الامريكية المؤخرة الكثير من الحنكة والفطنة السياسية. فهو كشخصية قيادية ساعية باستمرار نحو السلام المحلي والدولي لم تُغيره الاحداث السياسة غير المستقرة حولنا أو تثنيه الظروف الحالية في محاربة لفايروس كورونا المستجد.





تكلم جلالة الملك عن روح الانسانية عندما أعلن بجوابه بأن جميع من يسكن حدود المملكة الاردنية الهاشمية من أردنيين وضيوف المملكة وبالذات اللاجئين يعاملون معاملة متساوية في الحفاظ على أرواحهم من الفايروس المستجد الذي باغت العالم ودب الخوف والتوتر فيه. ووصف جلالة الملك الفايروس بأن "عدو خفي" لا يحده حدود وبأنه "عابر للقارات" وقد إستهدف جميع البلدان النامية والمتقدمة على حدٍ سواء وجميع البشر بغض النظر عن خلفياتهم.





أثبت جلالته مرة أخرى بلباقته وتواضعه بأنه شخصية قوية وجدّية يدرك أهمية وقوة الوقت.

وقت المقابلة كان قصيراً، إلا أن المتابع يلاحظ بأن الملك تكلم أكثر وأعمق مما تطلبته الاسئلة.

تكلم بواقعية وتواضع كبيرين بأن الاردن كان من طلائع الدول التي إستطاعت السيطرة على الفايروس والحد من الإصابة به ولكن كما تفضل بأن جلالته "هناك دائماً فجوة لم تكتشف بعد" وبالتالي ضرورة إستمرارية المحافظة على الوضع المتأهب وعمل فحوصات طبية بشكل دوري ومستمر هو أولوية للحفاظ على الارواح.





الوضع العالمي الحالي يتطلب من القادة والسياسين أن تكون لديهم الحنكة السياسية التي من خلالها ستكشف لهم سر قيادة المرحلة القادمة، مرحلة ما بعد فيروس كورونا. فكلما أدرك وتفهم القادة والسياسيون بأن القادم سيكون مختلف، وبأنه سيكون عالم جديد ليس بالضرورة بالامر السيء، طالما لن نتوقف عن التفكير والاهتمام بالتطوير الذاتي والمجتمعي والعلمي والاقتصادي، ولكن الطرق ستكون مختلفة، والوقت له الأهمية الكبرى وهو سلاح المرحلة، إذا أدركنا قوته نجينا ونجحنا.

وهذا ما أشار اليه جلالة سيدنا بأن الوقت هو الان للعمل على توسيع دائرة الشراكة بين الدول والعمل التشاركي بينهم، والحد من التركيز على الاختلافات والخلافات، "البلدان التي هي غير صديقة أو عدوة قبل الفايروس، هي شريكة اليوم في محاربة هذا العدو… وكلما أدركنا ذلك بشكل أسرع كلما نجحنا بشكل أسرع."

إذاً على القادة والسياسيين التحلي بالذكاء السياسي، الان ومستقبلاً، للتعامل مع مرحلة تاريخية جديدة لم تُكتب بعد، والإدراك والوعي بأن المصلحة الان تعدت بأن تكون وطنية أو محلية، بل إمتدت إلى أبعد وأوسع لتكون مصلحة بشرية، عالمية وكونية.

برأي المتواضع الامر الان وبالمستقبل يتطلب ظهور زعامات قيادية قادرة على التفكير بحدود مختلفة، بعيدة عن التفكير التقليدي وبعيدة عن الجمود، مغلفة بالحكمة والمعرفة وحب البشرية على نطاق كبير، ورأيت بأنها صفات جميعها متوفرة في جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ورأيت بأنه يستحق أن يقود المرحلة القادمة عالمياً.

*صحافية وكاتبة وناشطة سياسية