+
أأ
-

محمود الشمايلة يكتب : مدفع رمضان

{title}
بلكي الإخباري

الكاتب : محمود الشمايلة - بلكي نيوز





ذات مرة رافقت عمي ابو عبدالله الحاج محمد عبدالرحمن الشمايله الى القلعة ، حيث كان مختص بإطلاق المدفع ،
كان عمي يحمل شوال فيه الكثير من الملابس المهترئة ويحمل حقيبة من الكتان الثقيل معلقة في كتفه،





وصلنا إلى القلعة قبل اذان المغرب بساعة تقريبا..





عمد عمي الى تنظيف المدفع من البقايا ثم أخرج علبة لبن كبيرة كان يستخدمها كمكيال،

فتح الحقيبة وملأ علبة اللبن يمسحوق اسود عرفت انه يسمى ( ملح بارود) ثم سكبه في ماسورة كبيرة ( ٦ انش) بطول نصف متر تقريبا مثبتة بالباطون فوق سور القلعة من الجهة الشمالية في مواجهة مدينة الكرك القديمة، ثم اخرج فتيلا اسود وقص منه قطعة بطول شبرين او يزيد قليلا، دس القتيل في ثقب أسفل الماسورة وتأكد من وصوله لملح البارود في أسفل الماسورة، بعدها راح بدس بعض قطع الملايس البالية في الماسورة ثم يدكها باداة حديدية ثقيلة وهكذا حتى امتلأت الماسورة بالكثير من الملابس، قال عمي ان الجنز يعطي نتائج أفضل من غيرة ..

تأكد عمي من ضغط الملابس داخل الماسورة ثم تأكد من الفتيل وعلبة الكبريت التي أخرجها من جيبه، جلس على طرف أحد الصخور واخرج مصحف صغير من جيبه وغاب عن الكون ، أما انا كنت اراقب مأذنة الجامع الحميدي فالضوء الأخضر الذي سينير بعد قليل يشي بأن موعد المغرب قد حان ..





بعد نصف ساعة تقريبا خرج صوت حشرجة المؤذن وصوت نقر اصابعه على المايكرفون كانت هذه الحركة بمثابة الاستعداد لساعة الصفر ..

اشعل عمي الفتيل حمل اغراضه.. مسك بيدي وهرولنا بعيدا عن المدفع رغم أن عمي لم ينظر خلفه الا انني كنت استرق النظر إلى المدفع لحظات قليلة خرج صوت انفجار كبير، تزامن مع نداء المؤذن للصلاة ( الله اكبر ) تطايرت قطع الملابس المتناثرة في السماء لتسقط في (النافعة) وهي المنطقة التي تفصل بين سور والقلعة والسرايا..

كان المشهد مهيب جدا ..

غادرنا المكان مسرعين وعمي يمسك بيدي ويحثني على المشي بسرعة…..





وكل عام وانتم بالف خير