+
أأ
-

الشمايلة يكتب : التائه.

{title}
بلكي الإخباري





بقلم محمود الشمايله .





بلا عناوين محددة مسبقا كنت اتسكع وسط البلد ، وقفت أمام كشك الجاحظ تصفحت ما تيسر لي من العناوين لم اشتري اي منها…..

سألت البائع عن رواية الشيخ والبحر لهمنغواي… ناولني نسخة ونقدته ثمنها، قطعت الطريق إلى الجانب الآخر، كان هناك رجل ربما كان يشبهني ، كان يتصفح عناوين الكتب في كشك الثقافة، يبدو أن لا شيء يعجبه ، دخل صاحب الكشك الى الداخل ثم عاد يحمل كتابا ، دققت النظر جيدا ، ،، .

يا للصدفة..

كان الكتاب هو الشيخ والبحر ..

كنت احاول ان ادقق النظر في الرجل اكثر ، أظن اني أعرفه ….

أعتقد أني أعرفه…

انا واثق اني أعرفه …..

غادر الرجل المكان وانا كنت اسير خلفه ، كان علي أن ادقق في ملامحه أكثر ، ، ، .

لا يبدو أنه يبتسم وليس حزين ، ربما هو ليس غاضب او حتى ليس مرتبك ..

هو هادئ جدا …مثلي تماما اظنه كذلك.





كنت قد أشعلت سيجارة( جولد كوست أحمر ) وان اتابع سيري خلف الرجل ..

دس الرجل يده في جيبة…

وأخرج علبة سجائر جولد كوست أحمر .. أشعل سيجارة دون أن يلتفت إلى أحد ..





قررت أن أسير بشكل أسرع لعلي اتجاوزه ربما استطيع ان اقرأ ملامحه جيدا ..

فعلت ذلك دون أن يشعر بي ، وعندما أدرت رأسي الى الخلف لاسترق النظر كان الرجل قد قد قرر العودة إلى الخلف..

يا للأسف … كان الأمر وشيكا..

ما زلت أظن اني أعرفه……

ركضت خلفه حتى اقتربت أكثر ..

هو لم يأبه بي ..

شعرت بالجوع الشديد …

نعم انا جائع … جدا .

دخل الرجل الى مطعم ( هاشم ) .. كنت أتساءل ربما دخل المطعم حين شعر بمعدتي الخاوية





قلت هذه فرصتي..

وجدته يجلس في الزاوية البعيدة وظهره باتجاه مدخل المطعم ..

هذا يعني انني لا بد أن اجلس قبالته حتى أعرفه.





قررت خوض غمار التجربة … .

اسلم عليه واتشارك معه في الطاولة ربما في صحن الفول ايضا…او حتى في بعض الشقاء.





انا اعرفه …… ربما …

غافلت الرجل ، سحبت المقعد وجلست ، ، ،

الرجل لم يعرني أي انتباه وكأني لست موجودا…

كان يتصفح كتابه وانا كنت أدقق النظرة في عينيه…





على نحو ما شعرت بالخيبة… كان من الممكن أن يكون هذا الرجل التائه هو أنا….





للاسف … هذا الرجل لم يكن ( أنا) .





كم وددت لو يكون ……