نيفين عبد الهادي : للمتقاعدين العسكريين.. يوم للوفاء وكل الأيام فخر وثناء

ليس سهلا أن نجد في بحور اللغة الواسعة ما يعبّر عن كلمات حبّ وشكر وتقدير للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وفاء وتقديرا لما قدموه للوطن غير آبهين بأي مخاطر أو تحديات أو صعوبات، ورسالتهم واحدة واضحة بأن أرواحهم وأجسادهم فداء للوطن وأمنه وسلامة أراضيه، ما يجعلنا نقف عاجزين عن نقل ما يلوج في قلوبنا وأذهاننا من تقدير ووفاء لمن لم يبخلوا على أمننا بدمائهم.بتوجيهات ملكية سامية تم اعتماد الخامس عشر من شباط من كل عام وتسميته بيوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين للوقوف اجلالا وتقديرا للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، ليحمل رمزية استثنائية بتقدير المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى وتقديم كل ما من شأنه أن ينقل حبّنا وتقديرنا لهم، وكان لتسمية اليوم بيوم وفاء، في ذلك رسالة ملكية غاية في الأهمية بأن النشامى العسكريين أدوا دورا هاما وعظيما، واليوم لهم منّا جميعا الوفاء والتقدير لما قدّموه للوطن والمواطن من أمن وسلام وحماية ليبقى الأردن واحة أمن وسلام على مستوى عالمي.فقد وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة إلى رئيس الوزراء في 21 آذار عام 2012، لإعلان يوم 15 شباط من كل عام، يومَ وفاءٍ للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، الذين خدموا في صفوف القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي والأجهزة الأمنية، وقدّموا التضحيات ونماذج من البذل والعطاء في خدمة وطنهم وأمتهم، فيما حمل اختيار هذا التاريخ أيضا رسالة هامة من جلالته لارتباطه بمعركة عظيمة عُرفت بمعركة الشهداء السبعة، والتي سبقت معركة الكرامة الخالدة وكان لها أثر مهم في سَيِرها ونتائجها، حيث قال جلالته في حينه «وقد ارتأينا أن يكون الخامس عشر من شباط في كل عام يوماً للوفاء للمحاربين القدامى، وهو اليوم الذي سطرتْ فيه إحدى وحدات قواتنا المسلّحة الباسلة أسمى معاني البطولات عام 1968 قبيل معركة الكرامة».اليوم، ليس يوما عاديا على الأردنيين، حيث تم اعتماده وتسميته بيوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين، فلا يمكننا القول إلاّ أننا عاجزون عن ما يمنحكم حقّكم فما قدّمتم أكبر من الشكر وأكبر من القول والثناء والشكر، ما قدمتم نستذكره اليوم وقد عانقت رؤوسنا السماء فخرا بمن ناضلوا على أسوار القدس والشيخ جراح واللطرون وباب الواد والكرامة والجولان وفي عمليات الأمن الداخلي والحرب على الإرهاب والتطرف والمخدرات، نستذكر شجاعتكم التي لم تجعلكم يوما إلاّ في الصفوف الأولى للوطنية والأداء المشرّف والرسالة الحاسمة بأن الأردن عصي على كل من يريد به سوءا أو مساسا بأمنه وسلامة أراضيه.اليوم، ليس وفاء فقط إنما اعتراف بالجميل وشعور بالفخر، وعرفان بالجميل، ووقوف بكل احترام وإجلال لمن قدّموا أرواحهم فداء للوطن، فهم رفاق السلاح لجلالة الملك عبد الله الثاني، هم من حظوا باهتمام جلالة الملك نتيجة للعلاقات الوطيدة التي تجمع جلالته برفاق السلاح عبر عقود من الخدمة العسكرية، فهو يوم يحمل رسالة تكريم ويحمّلنا واجب الوفاء والشكر لما قدموه للوطن، وما تعلّمناه منهم من معاني الالتزام والتضحيات والإخلاص والإيثار، فلكم هذا اليوم وفاء وباقي الأيام فخر وثناء وتقدير. ــ الدستور



















