النهايات المفتوحة مريبة

بقلم : المهندس نايف الليمون الحمايدة
ترددت كثيراً عن الكتابة فيما أردت أن أقوله في هذا الإدراج تهيّباً من الظنون التي لا يحسنها البعض ، وتوقّياً للمحاذير التي لا تدريها في الظلام والزوايا التي تستعصي عن الكشف ولكني استعنت بالله وتجلدت بأن الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس ولست فيما أقول مندوباً عن أحد ولا وكيلاً له ولا ناطقاً باسمه وإنما أقول قولي وأدلي برأيي كمواطن أردني يسمع ويرى ويفكر ويحلل غير متجاوز لقانون ولا عرف ولا عادة ؛ وأزعم لنفسي الحرص على النسيج الاجتماعي والأمن الإجتماعي الذي يُفترض أنه مصلحة لنا جميعاً .
كثيرة هي القصص والأحداث التي يمكن الإستدلال بها لبلورة الفكرة التي أُريد عرضها ولكن يتعذر في إدراج أن تُحيط بها جميعاً لذا سأكتفي بأمثلة للإستشهاد .
الباشا عبدالهادي المجالي شخصية عامة بامتياز تنقل في مسؤوليات رفيعة كثيرة له كثير من المحبين وله كثير من الكارهين وما كان يوماً بعلم الجميع ومعرفتهم إلا ابن الدولة والمنحاز إلى الجهاز الرسمي بما يقنع الناس وبما يتناقض مع قناعات البعض ولكنه مُلاحقٌ من كثير من القناعات الشعبية التي استندت إلى معلومات لا نجزم بمصدرها أو مصادرها بقضايا فساد منها على سبيل المثال لا الحصر سيارات الأودي أيام الأمن العام وقد سمعت منه أنا شخصيا أنه لا علاقة له بالأمر لا من قريب ولا بعيد بالعطاء وإحالته ولكن لم يُتح للناس معرفة صدق ذلك من عدمه ولم تضطلع جهة ببيان الحقيقة وكشف الفساد من عدمه ، ناهيك عن قصة الإحتفال بالمليار الأول قبل أكثر من عقدين من الزمن ويتناقلها حتى المثقفون في المجتمع ويجزم البعض بأنها من المسلمات مع أن الباشا في هذه الأيام يعاني من ظروف مالية ربما صعبة جداً .
وأما موضوع الساعة الأسخن فهو ما تم نشره وتداوله بخصوص التحري عن حسابات المهندس عاطف الطراونة وبعض أفراد عائلته ومن لهم علاقة به وتم تسريب كتاب وحدة مكافحة غسيل الأموال والإرهاب إلى وسائل إعلامية وإلى عامة الناس ونصب بعضهم محاكمته وأصدر الحكم ونال أصحاب العلاقة وأهلهم وعشيرتهم أو بعضها على الأقل ومن يحبهم أو يرتبط معهم بمصاهرة أو مودة ما نالهم واشتعلت نيران من العداوة والبغضاء والإحتراب بين الناس على الفيس بوك والتويتر والواتس اب وفي المرافق العامة والخاصة واشتعلت فتنة مجتمعية لا ندري نهاياتها ونسأل الله أن يجنّب الناس كل مكروه وتعويلنا على العقل والعقلاء في تجاوز الظرف غير الطبيعي الذي نعيش .
فهل قضية التحري عن حسابات المهندس عاطف الطراونة ومن معه هي القضية الأولى التي تضطلع بها وحدة مكافحة غسيل الأموال والإرهاب ؟ فإن كان الجواب بلاء وهو بالتأكيد كذلك فلمَ هذه القضية التي أُثيرت حولها كل هذه الزوابع خاصة وأن الأمر كما قرأنا لا زال في مرحلة التحرّي ؟!
ولا أُنكر أنني غضبت كثيراً وحزنت كثيراً حين قرأت لبعض من غرّدوا بجهل أو سوء طويّة أو فتنة خبيثة وقال بعضهم " ما مخرب البلد إلا الكركية بس يوصلوا عمان ببلشوا فساد وسرقة "
نؤكد على أن الفساد يجب أن يُحارب كائناً من كان صاحبه ولا حصانة لفاسد وهذا مطلبنا جميعاً ، ونثق بالقضاء الأردني الذي لا بد أن يقول كلمته ولا نقبل بالنهايات المفتوحة المريبة كما لا نقبل بالمقدمات المريبة أيضاً ولا ينبغي أن يكون هناك إرادة بالتغاضي عن فاسد ولا أن يُصاب قومٌ بجهالةٍ أو ظلم .



















