ماجد القرعان يكتب : كلمات في حق الملكة

كتب ماجد القرعان :
منذ ان تولى جلالة الملك سلطاته الدستورية لم تكتفي جلالة الملك رانيا العبدالله بدور بروتوكولي كما زوجات العديد من زعماء العالم بل انطلقت لتكون السند الصادق والعضيد الفاعل الى جانب جلالته تُطلق المبادرات الخلاقة في المجالات المختلفة للمساهمة في التطوير والبناء والتنمية والشواهد على بصماتها لا تعد ولا تحصى وبخاصة بالنسبة لقطاعي الشباب والمرأة لكن أحداث غزة كشفت عن قدرات اخرى لجلالتها فلم تقبل على نفسها ان تكتفي بأنها فقط زوجة ملك ووالدة ولي العهد.
لا اتحدث هنا عن انسانيتها التي شهد لها عليها العالم ومواقفها تجاه معاناة الشعوب في العديد من دول العالم ومن ضمن ذلك على سبيل المثال موقفها من مأساة الشعب السوري والمسؤولية التي تحملها الأردنوما زال تجاه اللاجئين السوريين التيتخلى عنها المجتمع الدولي وموقفها المدوي تجاه حرب الإبادة التي تشنها قوات الإحتلال على قطاع غزة والتي دخلت شهرها السادسويحضرني هنا في هذا الصدد موقف جلالتها الذي صدحت به وسمعه العالم أجمع تعليقا على تعطيل الولايات المتحدة الأمريكية لقرارات مجلس الأمن لوقف الحرب على غزة بقولها " لا يمكن تطبيق الإنسانية بشكل انتقائي" .
أتحدث هنا عن زوجة ملك قل مثيله بين قادة العالم صاحب رؤى وحجة وحكمة بشهادة الزعماء انفسهم وما التغيير في سياسات ونهج العديد من دول العالم الذي شهدناه جراء حراك جلالته في المحافل الدولية والذي بدأه وما زال منذ لحظة العدوان الغاشم على قطاع غزة الا تأكيد على الدور الأردني والمواقف الثابتة المبنية على الحق والإنسانيةفي التعامل مع مختلف القضايا وبخاصة الإقليمية ومن ضمنها القضية الفلسطينية الشغل الشاغل لقادة بنو هاشم منذ نشأة الدولة الأردنية .
قليل ان نصف جلالتها بملكة الإنسانية وقليل ايضا ان نصفها بملكة الدبلوماسية فهي زوجة زعيم يفتخر بأنه جندي نذره والده المغفور له الحسين بن طلال " لخدمة شعبه وامته " ووالدةأمير تشرب منذ الصغر نهج الهاشميين فكان خير ولي للعهد في خدمة الدولة الأردنية أخا لكل الأردنيين والأردنياتيتابع بشغف وحس وطني وانساني ما يجب من اجل خيرهم ومستقبلهم .
في خضم مأساة الأهل في غزة الذين يواجهون اشرس حرب عرفها التاريخ المعاصر لم تغبجلالتها عن ما يتعرضون له من حرب ابادة وقهر والآم فانطلقت تخاطب العالم أجمع عبر وسائل الإعلام العالمية باللغة والمفردات التي يفهمونها لتسلط الضوء على المعاناة التي يعيشونها ومسؤوليات المجتمع الدولي لأنهاء هذه الحرب عبر رسائل وجدت صدا واسعا واخترقت الصمت العالمي كاشفة بموضوعية ما يمارسه الكيان الصهيوني من غطرسة بحق الشعب الفلسطيني في غزة ومحاولاتهمالمستمرة لتجريدهم من انسانيتهم لتؤكد أن لا حل للقضية الفلسطينية الإ بانها الإحتلال الغاشم .
في مقابلتها الأخيرة معمذيعةCNNكريستيان أمانبور لم تتجاهلالموقفالأردني منذ لحظة بدء العدوان الغاشم على جميع المستويات والتي تبناها جلالة الملك اقليميا وعربيا ودوليا لوقف الحرب المدمرة وتقديم المساعدات التي فاقت قدرات الدولة الأردنية وعمليات الإنزال الجوي بتنظيم واشراف مباشر من جلالة الملك والتي مثلت تحديا شهد عليه العالم واقتدت به العديد من الدول الصديقة والشقيقة مبينة في حديثها معاناة الغزيين جراء بطش قوات الإحتلالالذي لم يستثني الأطفال والنساء وتدمير دور العبادة والمستشفيات والجامعات والمدارس والمجمعات السكنية وكافة المرافق الحيوية وما تسبب به من تجويع وأمراض واضطهاد وتشريد والذي وصفته بأنه مخز وشائن للغاية ويمكن التنبؤ به تمامًا لأنه كان متعمدًا .
عبر ثلاثة وأربعين عاما من عملي في مهنة المتاعب " الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية "تشرفت مرارا بلقاء المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه وجلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وكانت أجمل الأوقات حين تحدثت اليهما بما أكنه من قناعات والتزام بثوابت الدولة الأردنية التي عامودها الهاشميون وتناولت في مقالاتي التي تركز على الشأن المحلي العديد من مواقفهم وتطلعاتهم من أجل خير الأردن والأردنيين ورغم انني لم احظى بشرف لقاء جلالتها وسمو ولي العهد الأمين فانني لا اجامل احدا بان نظرتي لجلالتها ولولي العهد انهما خير ذخر وسندلقائد الوطن حفظهم اللهومحط فخر واعتزاز أبناء الأسرة الأردنية الواحدة .
حمى الله الأردن وجنبنا كل مكروه انه سميع مجيب الدعاء .



















