العشيرة … تعصب أم انتماء ؟

بقلم: سعد فهد العشوش
تعتبر العشيرة ركنا اساسيا من أركان تكوين المجتمع وأداة من أدوات الترابط الاجتماعي ومثال حي للتكامل والتكافل والتعاضد، تحكمها القيم المجتمعية النبيلة، فعندما بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته الى الاسلام بدأها من عشيرته وتحديدا من ابناء عمومته بني مناف عملا بقوله تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين".
كلما تقدم بنا الوقت ومضت بنا الحياة كلما كبرت العشائر وتوسعت وتفرعت ولكن يبقى الافتخار والانتماء للعشيرة الكبيرة باعتبارها الوعاء الجامع وصمام الأمن والأمان والعنصر المكمل لدور الدولة الاردنية واداة من ادوات الحلول الاجتماعية.
ومع اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، الا اننا ما زلنا لا نفرق بين حب العشيرة والانتماء اليها والغيرة عليها وبين العصبية القبلية والعنصرية العشائرية، والتي غدت مرض اجتماعي خطير يهدد المجتمع بأكمله، حتى أن البعض قد تمرد على القانون واختبأ خلف عباءة العشيرة وامتدادها الواسع وحضورها الكبير، فيغضب لغضبها ويرضى لرضاها حتى لو كانت على باطل وهذا ضرب من ضروب الجاهلية.
اذا اردنا ان نبني جيلا واع ومثقف علينا ان لا نزرع فيه بذور الحقد والتعصب والكراهية وان لا ننمي فيه مفاهيم التخلف والنعرات العشائرية والعقلية الرجعية، فمن يقرأ التاريخ يرى بأن هنالك اسماء صنعت نفسها بنفسها وحجزت مقعدها بين الكبار ومنهم من اصبح رمزا يشار اليه بالبنان، لانه اجتهد وثابر وكد وتعب على نفسه، فكان له ما اراد دون أن يكون له نسب يفخر به أو عشيرة يحتمي بها.



















