الطاهات ردا على عضو لنقابة المعلمين: جيشنا العربي ليس قواتاحتلال صهيونية!!!

الطاهات ردا على عضو لنقابة المعلمين: جيشنا العربي ليس قواتاحتلال صهيونية!!!
د. خلف الطاهات
رئيس فرع نقابة الصحفيين بالشمال
تابعنا قبل أيام قليلة وبقلوب مجروحة الصور التي ملأت العالم الافتراضيوالتي يقوم بها افراد من قوات جيش الاحتلال الصهيوني باهانة رجل مسن منبلدة شوفة التابعة لطولكرم ويقوم احد افراد قوات الاحتلال بالدعس بقدمه علىوجه هذا الفلسطيني الشريف..وقبلها بايام كنا نتابع بفخر كاردنيينوفلسطينيين مشاهد اختلطت فيها مشاعر الفرح الممزوج بالفخر والكبرياء معالحزن والاسى على مراسم اعادة تشييع جثمان احد مرتبات قواتنا الباسلة منالجيش العربي الاردني في قرية بيتا التابعة لنابلس بعد 53 عاما مناستشهاده دفاعا عن تراب فلسطين الطهور..في الصورة الاخيرة زف الجيشالاردني ومعه اهالي نابلس شبابهم وشيبانهم نسائهم واطفالهم بالزغاريدوالدموع وديعة الاردن في فلسطين وهو جثمان الجندي تاركا وراءه سيرة عطرةمن تضحيات الجيش العربي الذي سطر اروع مشاهد البطولة نصرة لعروبةفلسطين..
وبعد 53 عاما من تضحيات قواتنا المسلحة الاردنية الباسلة في فلسطينوغيرها من تضحيات مئات الشهداء من اجهزتنا الامنية والعسكرية خارجياوداخليا وما زالت التضحيات مستمرة من مرتبات الجيش الاردني والاجهزةالامنية ، لم نكن نعلم ان يقوم البعض بإهانة ابناء القوات المسلحة الاردنيةبطريقة سافرة وتوظيف بعض الصور المؤلمة التي شاهدناها من بعض افرادقوات الاحتلال الصهيوني ضد الابطال الفلسطينين واعادة ربطها ضمنسياقات سياسية بغيضة تساوي حسب منشوراتهم على صفحاتهم الفيسبوكيةالجندي الصهيوني المحتل بمكانة العسكري والشرطي الاردني..لا لشيء وانما فقط لاهداف واغراض تحقيق مكاسب ضيقة تتعلق بقضية المعلمين واظهارالاجهزة الامنية وافرادها بصورة الصهيوني المحتل!!! متناسيا هذا البعضالإرث الطويل لتضحيات الجيش الأردني في كل فلسطين.
اي سقوط اخلاقي واي انحدار في منظومة العمل العام الذي وصلنا اليه هذهالايام..ايعقل ان من بيننا ما زال ينظر للوطن على انه عدو ولابناء قواتنا المسلحةعلى انهم قوات احتلال غاشمه الا عديمي المسؤولية وراكبي الامواج وممن لايريدون بهذا الوطن واهله خيرا!!!!
لربما ان هذا البعض لا يعلم أن الأردن عاش عبر تاريخه السياسي محطاتٍ صعبة وعبَرَ مِحَن وازمات اكبر من ازمة المعلمين، بقيت الدولة دوما هيالمنتصرة دام عدوها خارجي، ولم تفرض اسلوب او معادلة الربح والخسارةحينما يتعلق الامر بالشأن الداخلي والخصم للحكومة تكون اطراف داخلية، لابل كان الوطن اكبر منتصر في كل ازمة داخلية والدليل احداث 1989 والتيدشنت بداية طريق الاصلاح للتحول الديمقراطي!! اما ان يصنع بعض اطرافازمة المعلمين من دولتهم وقواتهم المسلحة ندا ويتعامل معها كما لو انها دولةمعادية ولديها قوات احتلال فهذا افلاس سياسي ورخص فكري وعبث بمكوناتالدولة وخلط للاوراق وبحثا عن فراغ ورسالة لا تبعث على الاطمئنان لا بل هوسلوك معادي مغلف بخطاب تحقيري يرتقي للخيانة لا يجب السكوت عنه اوعليه!!
الانفراج الذي حصل في ازمة المعلمين تطور مهم بعد لحظات كتم الانفاس فيلحظة ترقب حساسة من جميع ابناء الوطن، ظن البعض ان هذا الوطن بلابوصلة، وتوهموا ان الدولة بلا هيبة، فاستسهل البعض التجييش، والاخرالتحريض، ومنهم من لبس لباس الباطل وباعه للناس انه الحق الذي لايُكّذَّب..تاه البعض في لحظة الانتشاء الجماهيري وحالة الشعاراتية وإيقاعالخطابية الفوقية معتقدا انه الوصي على الناس وان لا احد يمتلك حقالاختلاف او النقد معه الا باذنه!! صعد البعض على الشجرة وهو يقود متعمداتضليل الناس تارة باسم العلاوة وفجأة وبعد خمس شهور من استلام العلاوةوتوقفها لظرف قاهر على جميع موظفي الدولة تحولت المطالب بقدرة قادر الى"كرامة"..مضى البعض في النفخ والاستعراض وتاليب الشارع وهو واهم انهيصنع دولة من جديد تلبي الاهواء والرغبات، متجاوزا القانون والتعليمات فكانتلحظة حاسمة ان يمارس الطبيب دوره في ايقاظ المريض من حالة التنويمالمغناطيسي فسكن الالم وهدأ القلق دون اية مضاعفات!!!
بالافراج عن اعضاء مجلس نقابة المعلمين الموقوف عن العمل وبعض المعلمينممن خالفوا قانون الدفاع واخرين من بعض الحراكيين، التقط بعض قياداتالمجلس الاشارات بدقة، وميدان المعلمين ايضا راهن على حكمة ردة فعل ممنافرج عن بعضهم في قيادة خطاب عقلاني يبعث من خلاله رسائل هادئه وعميقةتحترم التعليمات والقوانين الناظمة للدولة الاردنية، وبالمجمل قاد الدكتور ناصرالنواصرة نائب النقيب هذا الخطاب بطريقة تختلف كليا عن فترة ما قبلاعتقاله، فالمطالب ذاتها لم تتبدل لا بل زادت بعد الافراج لكن اللغة كانت اقلانفعالية وباسلوب واضح وبقنوات مسموعة.
حالة الإنكار التي يعيشها مجلس النقابة الموقوف عن عمله وتحديدا فيما يتعلقببنود الاتفاقية وتطبيق نسبة كبيرة من محاورها جعلت البعض يعيد طرحمطالب المعلمين – وهذا امر طبيعي ومفهوم- على امل اطلاق حوار جادومسؤول مع اطراف حكومية تعيدنا الى نقطة التوازن والتي نحفظ من خلالهاهيبة الدولة وكرامة المعلم و حق اطفالنا في تعليم ببيئة صفية آمنة بعيدا عنالتجاذبات والابتزاز والمصالح الضيقة!! هذه الحالة ما يجب على الجميع انيعززها ويدفع باتجاهها لتاسيس ارضية مناسبة لاطلاق هذا الحوار ليطويملفا غمس من خلاله كل من له خصومه مع الحكومة داخليا وخارجيا، وظنالبعض في حالة إستقوا على الدولة ان الشارع هو من سيركب البعض العلياءوالمجد المزعوم بالانتصار على الدولة!!
اكتب ذلك وكلي اسف ان البعض من قيادات نقابة المعلمين الذين تعلمنا منهمطيلة الفترة الماضية ان الانتصار لا يكون على الوطن بل له، وان النقابة مشروعنهضوي وليس حزبي، وانها مؤسسة وطنية اردنية لا منظمة اقليمية او دوليةتعمل في الاردن، وان رسالة المعلم لا تكون بتعزيز قيم المناكفة بل تعزيز روحالمواطنه!! لهذا كله صدمني وغيري من ابناء الوطن ان يقوم عضو مجلس فينقابة المعلمين وعبر منشور له متداول قبل ايام باسقاط ساذج وصارخ بتشبيهافراد قواتنا المسلحة الاردنية واجهزتنا الامنية بقوات الاحتلال الصهيوني، وهوربط لا يليق بشرف الخصومة، ولا بصورة وهيبة والمعلم الذي نفاخر الدنيابتعليمنا ابجديات الوطنية والوقف امام العلم كل طابور صباحي، ولا يساقيم معمرحلة ما بعد الافراج عن قيادات المعلمين والاستمرار من قبل البعض في النفخوالتحريض والاستفزاز والتاليب وعدم الجنوح الى لغة العقل والحكمة التيتتطلبها منا جميعا.
باختصار.. مؤسف ان نقرا ونتابع بعض هذه التصريحات او المنشوراتالاستفزازية التي تنم عن حالة النزق التي يعيشها البعض والذين يسعون منخلالها لاستجلاب المواجهة من جديد، وننصح الاخوة معلمينا واساتذتنا فيميدان المعلمين ان حالة الصدام والخطاب الانفعالي لا تخدم اي طرف، والمعلمكلنا اليوم كما الامس نقف معه فلا تسمحوا ولا ترتضوا ان يمتطي قداستكمشيطانا!!



















