أنتهاء ترمب من وضع آخر اللبنات في البيت الإسرائيلي الكبير.

يفصلنا شهر واحد تقريباً عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالتالي فأن البيت الأبيض يتجهز الان أما لعودة الرئيس الحالي ترمب " الحزب الجمهوري"، أو رئيس جديد، بايدين " الحزب الديمقراطي"، وهذا الامر لن تكون له أية أهمية بالنسبة لنا كعرب، أو مسلمين، بل هو فيه بعض الأهمية في إعادة ترتيب البيت الأمريكي للحفاظ على قيم الديمقراطية الأمريكية " البرجماتية، النفعية".
ترمب أنهى الدور المطلوب منه، هذا الدور الذي لم يأتي إلا بعد أن أجهز الغرب والصهيونية العالمية على كل النظام العربي، وعلى عقلية، ونفسية الشعوب العربية، ومقدرات دول العرب، حيث دمرت العراق عام 2004، ثم ليبيا، ثم اليمن، ثم سوريا، وما تبقى من دول عرب تم تدميرها بوسائل أخرى، وحسب جغرافية هذه الدول، وديمغرافيتها، وحسب عوامل تاريخية أيضا.
إذا قدر للمرشح الديمقراطي بايدن من الفوز، فهذا أمر ليس بالصدفة، فالمشروع القادم على دول العرب التي أنهكتها الحروب الأهلية، وغياب الديمقراطية، والفقر والجوع، وارتفاع معدلات البطالة، والفساد الممنهج، هو مشروع إعادة بناء دول العرب على طريقة الدول الديمقراطية، والدول التي تحتاج إلى نهج يضمن لها ولشعوبها الاستقرار، والتعاون مع دولة إسرائيل الديمقراطية والباحثة عن السلام، وبالتالي شرق أوسط جديد، شرق يعمه الرخاء والسلام، والديمقراطيين بقيادة بايدن هم من يجييد تمثيل هذا الدور وليس الجمهوريين بقيادة ترمب صاحب المزاج الديكتاتوري الحاد.
من هنا نستطيع القول أن هذا السيناريو من المحتمل أن يتم، اللهم الا اذا كان لدى واشنطن والصهيونية مراحل أخرى لم تنجز لخدمة مشروعهم لأجل البيت الإسرائيلي الكبير، ولكن وبكل الأحوال فأن القادم هو مرحلة قص شريط صهينة الشرق الأوسط، ومرحلة تطبيع عربي، شعبي ورسمي، والناظر إلى الساحة الرسمية والشعبية العربية " التي تسودها فوضى شاملة وعارمة" لا يجد ما يوحي بأن هذا المشروع سيفشل، بل القراءات الرقمية التي بدأت تصدر عن مراكز دراسات غربية وصهيونية تشير إلى أن الساحة العربية، الشعبية والرسمية أصبحت جاهزة، وأن كان هناك من ينكر، ويكذب نتائج هذه الدراسات الرقمية في سياق اجتماعي وسياسي.
وأخيراً اقول، لا تراهنوا كثيراً ايه القابضون على الجمر، فما لدى القوم في السر عكس ما لديهم في العلن، وأعني السواد الأكبر من شعوب العرب، وانظمتها.



















