+
أأ
-

"مقارنة بين الانتخابات البرلمانية في الدول المتقدمة ودول العالم الثالث: الشفافية والمشاركة والتوازن في السلطة"

{title}
بلكي الإخباري

المقارنة بين الانتخابات البرلمانية في الدول المتقدمة ودول العالم الثالث تبرز الفروقات الكبيرة بين هذين النموذجين من حيث الشفافية، المشاركة الشعبية، وفعالية الحكومات البرلمانية. في حين تعتمد الدول المتقدمة على نظم سياسية راسخة تضمن تمثيلًا ديمقراطيًا حقيقيًا، غالبًا ما تواجه دول العالم الثالث تحديات كبيرة تعيق تحقيق هذه المبادئ.






الشفافية والنزاهة:
الدول المتقدمة:
الانتخابات البرلمانية عادةً ما تُجرى وفق معايير عالية من الشفافية، تحت إشراف هيئات مستقلة ومحايدة. توجد آليات قوية للتحقق من نزاهة العملية الانتخابية وضمان عدم التدخل الحكومي أو التأثير على النتائج.
دول العالم الثالث:
في العديد من الدول النامية، الانتخابات تعاني من ضعف في النزاهة والشفافية. قد تتعرض العملية الانتخابية للتلاعب من قبل السلطات أو الأحزاب الحاكمة. شيوع الفساد، التزوير، واستخدام المال السياسي للتأثير على الناخبين يؤدي إلى تقويض مصداقية الانتخابات.



المشاركة الشعبية:
الدول المتقدمة:
نسبة المشاركة في الانتخابات غالبًا ما تكون مرتفعة، حيث يشعر المواطنون بأهمية أصواتهم وتأثيرها في صنع القرار. هذا يعزز الثقة في المؤسسات الديمقراطية.
دول العالم الثالث:
المشاركة الشعبية في الانتخابات قد تكون منخفضة نتيجة لعدة عوامل، مثل عدم الثقة في النظام السياسي، انتشار الأمية السياسية، أو قلة الوعي بأهمية المشاركة. في بعض الدول، يُستخدم الترهيب أو القمع لتقليل مشاركة المعارضة أو الجماعات غير المرغوب فيها.



التوازن بين السلطات:
الدول المتقدمة:
الحكومات البرلمانية تضمن وجود رقابة فعالة على السلطة التنفيذية من خلال البرلمان، مما يمنع تركز السلطة ويعزز المساءلة والشفافية. المعارضة تلعب دورًا حيويًا في مراقبة الحكومة والتأثير على القرارات.
دول العالم الثالث:
في العديد من هذه الدول، تفتقر البرلمانات إلى القوة والفعالية. قد تكون البرلمانات ضعيفة أو تحت سيطرة السلطة التنفيذية، مما يؤدي إلى تآكل الدور الرقابي والمساءلة. الأنظمة الحاكمة في دول العالم الثالث تميل إلى مركزية السلطة في يد الزعيم أو الحزب الحاكم، مع ضعف تأثير المعارضة.



الاستقرار السياسي:
الدول المتقدمة:
الانتخابات البرلمانية تؤدي عادة إلى استقرار سياسي نسبي، حتى في حالة تغيير الحكومة. الأنظمة الديمقراطية توفر انتقالًا سلسًا للسلطة واحترامًا لنتائج الانتخابات.
دول العالم الثالث:
الانتخابات غالبًا ما تكون محفوفة بالتوترات السياسية، وقد تؤدي إلى عدم استقرار أو حتى نزاعات. في بعض الحالات، يتم تأجيل الانتخابات أو التلاعب بها لتجنب تغيير السلطة. الانقلابات العسكرية أو الاحتجاجات العنيفة قد تكون نتيجة لانتخابات غير نزيهة.




أمثلة مقارنة:





المملكة المتحدة (دولة متقدمة) مقابل زيمبابوي (دولة في العالم الثالث):
في بريطانيا، الانتخابات شفافة والمشاركة السياسية واسعة النطاق، بينما في زيمبابوي، الانتخابات تتعرض لاتهامات بالتزوير والتلاعب السياسي من قبل الحزب الحاكم، مما أدى إلى تراجع الثقة في النظام السياسي.





ألمانيا مقابل مصر:
ألمانيا تعتمد نظامًا برلمانيًا مع تمثيل واسع للأحزاب السياسية المختلفة، وتشكيل حكومات ائتلافية. في المقابل، مصر تعاني من نظام سياسي يهيمن عليه الحزب الحاكم، وتواجه الانتخابات تحديات في الشفافية والنزاهة.





في النهاية:
الانتخابات والحكومات البرلمانية في الدول المتقدمة تُعزز الديمقراطية وتوفر نظامًا مستقرًا ومتوازنًا. أما في دول العالم الثالث، فغالبًا ما تفتقر الانتخابات إلى النزاهة والشفافية، ما يؤدي إلى ضعف في فعالية الحكومات البرلمانية وفي توازن السلطات، مما يعوق التنمية والاستقرار السياسي.





الأستاذ الدكتور صلحي الشحاتيت
رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا سابقا.
أستاذ الكيمياء بجامعة مؤتة.