+
أأ
-

خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة …عقلانية الموقف .. وقوة الحضور

{title}
بلكي الإخباري





خاص





ليس غريبا ولا يعد مفاجأة فحوى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله فالخطاب كان موضوعيا وواضحا وصادقا في تناول العديد من القضايا والحقائق ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية فعندما أشار جلالته بأننا نمر بأخطر مرحلة شهدها العالم والأزمات تعصف بمجتمعنا الدولي ، كعادته يسلط الضوء على مفصل مهم من مفاصل الأمن والسلم المجتمعي بعين ثاقبة وعقل يدرك مضاعفات استمرارية الصمت الدولي إزاء الأحداث التي تدور هنا او هناك متجاوزا الحدود الإقليمية إلى مساحات أوسع من هذا العالم بنظرة إنسانية تبحث عن محاولة ترسيخ السلام والأمن لكل شعوب العالم وهذا ديدن جلالته الذي يتخذ من المحور الإنساني عمودا فقريا لكل
خطاباته التي يتحدث بها أو حتى الزيارات الفردية والالتقاء بزعماء العالم .
لم يكن الاردن يوما الا داعيا للسلام والمحبة حتى ينعم بها كل العالم بعيدا عن الحروب والدماء التي تتدحرج ككرة الثلج إن لم نعمل على إيقافها ، اليوم كان جلالته صريحا جدا بالاشارة إلى القانون الدولي الذي وجد ليكن عادلا بين الجميع وبدل ذلك أصبح امتيازا لدول بعينها وحرمت منه دولا أخرى ، هذا القانون الذي يؤمن جلالته ومن خلفه الاردن بوجوب ترسيخه ليكون عادلا وشاملا ومنصفا لمن يلجأ إليه ، في خطابه اليوم لم يجد جلالة الملك مبررا لكل الفظائع التي ترتكبها " اسرائيل " منذ السابع من اكتوبر حيث أشار جلالته إلى أن اسرائيل قتلت أطفالا وعمال إغاثة أكثر من أي حرب حصلت قبل ذلك ، وهذه الإشارة لها دلالة واضحة على رفض الاردن مايحصل في غزة ولبنان من قتل وتهجير وتدمير للحياة، واتخاذ السابع من اكتوبر ذريعة لسفك كل هذه الدماء في إشارة لتحكيم العقل والقانون الإنساني قبل كل شيء والبحث عن أفق السلام والاستقرار في المنطقة.
لقد أشار جلالته إلى وجوب ضمان حماية الشعب الفلسطيني، وهذه اللغة المتفردة للأردن تصاحب جلالته اينما حل لأن جلالته يدرك ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتنكيل كل يوم بل كل لحظة ويدرك العالم أجمع صوابية وصلابة الموقف الأردني بهذا الاتجاه وحكمة جلالته التي تجد كل آذان صاغية في عموم المجتمع الدولي ، لم يتخلى جلالته أو الاردن بكل مستوياته يوما عن مساندة الشعب الفلسطيني في كل المحافل من خلال تسليط الضوء على معاناة هذا الشعب الذي يرزخ تحت احتلال يتقن ممارسة القتل والاعتقال والتهجير ، مؤكدا أن الأردن سيبقى الاخ والسند والمصير المشترك .
لقد أشار جلالته بوضوح بأن العالم العربي مد يده لإسرائيل مع استعداده لتطبيع العلاقات معها مقابل السلام إلا أن حكوماتها المتعاقبة اختارت المواجهة نتيجة للحصانة التي اكتسبتها في غياب أي رادع لها. وهنا يشير جلالته أن المجتمع الدولي لم يأخذ على محمل الجد ماتقوم به إسرائيل في وأد لكل مبادرات السلام العربية التي تبحث عن الاستقرار والسلم والأمن للمنطقة في دلالة واضحة لغياب العدالة الحقيقية لتطبيق القانون الدولي لما تتمتع به من حصانة من أطراف دولية متنفذة .
لقد أشار جلالته إلى الراحل الكبير جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه أنه قاتل من أجل السلام إلى آخر رمق، وأشار جلالته إلى أنه يشبه والده تماما في هذا الاتجاه معلنا رفضه القاطع أن يترك تركة لابنائه مستقبلا يحكمه الاستسلام ، بل مستقبلا ترسم ملامحه المحبة والوئام .. مستقبلا ينعم فيه الجميع بالسلام والطمأنينة .. سلام لايكون على حساب المبادئ والمواقف الصلبة … مستقبلا يكون في الاردن عزيزا قويا له مكانته وسط هذا العالم .. قويا وسط كل الصراعات المحيطة به وله موقفه العروبي الصلب تجاه قضايا أمته وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوصاية على المقدسات وحمايتها …. هذه صفات القادة العظام الذين يرسمون ملامح المستقبل بحكمتهم وقوتهم على حد سواء هذا هو عبدالله الثاني ملك الأردن الذي نعتز به وبمواقفه الراسخة والتي تجد كل التقدير من العالم أجمع …..