+
أأ
-

د. محمد كامل القرعان : «حزب الله» ومن بعد ذلك من؟

{title}
بلكي الإخباري

التصعيد الإسرائيلي ضد «حزب الله» في لبنان جاء بالتأكيد لأهداف عسكرية تكتيكية واستراتيجية، لكنه جاء لكثير من الأسباب الداخلية الإسرائيلية أيضاً، السياسية والحزبية. وهذه وصفة لحرب طويلة؛ مما يطرح التساؤلات حول احتمال اندلاع حرب شاملة أو إمكانية احتواء التصعيد، وسط تزايد المخاوف من تداعيات إقليمية محتملة.أما الأهداف العسكرية، فتتعلق بتغيير التوجه الاستراتيجي الذي كان سائداً حتى الآن. إن هذه الحرب تعتبرها اسرائيل فرصة لتصفية قدرات (حزب الله) وإحداث تغيير جوهري في الواقع السياسي اللبناني. لا سيما أن الحرب في غزة فشلت، والتفرغ لمحاربة إيران نفسها والمخطط الإيراني لاستنزاف إسرائيل الذي يعمل حتى الآن بنجاح بفتح سبع جبهات ضد إسرائيل وإدخالها في حرب استنزاف مريرة واللعب في ملعب إيران؛ ولذلك، طالب الجيش بوقف الحرب مع غزة وبالتالي مع لبنان، حتى يتفرغ للحرب الكبرى مع إيران.وفي الوقت ذاته، خرج قسم العمليات في رئاسة الأركان الإسرائيلية بنظرية جديدة تقول إن إيران تبني معركتها بالاستناد الكبير إلى «حزب الله». فإذا هاجمتها إسرائيل فسيكون لـ«حزب الله» دور ضخم. لذلك، لا يقوم (حزب الله) اليوم بتفعيل الصواريخ الدقيقة والباليستية التي يمتلكها. حيث يعتبر قادة الأحزاب اليمينية والوسط وقادة الجيش أن هذه: ليست المرحلة الأولى لمعركة الإسناد والاستعداد للحرب الكبرى مع الأخ الأكبر في طهران. لذلك، قررت اسرائيل قلب المعادلة: أولاً حزب الله ومن بعد ذلك إيران.وقبل أن تنطلق العمليات العسكرية لجيش الاحتلال ضد حزب الله جرى تنسيق بين الجيش والبنتاغون، بموجبه تقتصر العمليات الحربية على محاربة حزب الله وليس دولة لبنان، ويلتزم بالعمل على منع تمددها إلى حرب إقليمية. واتفق على أن تكون العمليات الإسرائيلية تدريجية، ولا تُرفَق باجتياح بري ما وراء الليطاني، وأن تتوقف هذه الحرب إذا قَبِلَ حزب الله الخطة الأميركية التي أعدها آموس هوكستاين. ولكن، إذا رفض حزب الله التوجه إلى تسوية، فإن هذا الرفض يبرر هجوماً برياً محدوداً، حتى لو اتسعت لحرب شاملة.واسندت اسرائيل تمدد الحرب واتساعها بناء على رد حزب الله؛ فإذا رد حزب الله بشكل فعلي وضرب مدناً وأوقع مصابين تردّ إسرائيل بضربات ماحقة تدمِّر فيها الضاحية الجنوبية ومدناً في البقاع وتدفع مَن تبقى من أهالي الجنوب 300 ألف من مجموع 400 ألف في الجنوب ما زالوا في بلداتهم، للرحيل إلى شمالي نهر الليطاني. ــ الراي