+
أأ
-

د. حنين البيطار : جيوبوليتيك الأردن والتحديات الإقليمية

{title}
بلكي الإخباري

يقع الأردن في موقع جغرافي سياسي ملتهب بنار العدوان على دول الجوار ويحيط به صراع سياسي وعسكري واقتصادي ومجتمعي، في منطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار على جميع الأصعدة ومتأهبة لأي حالة حرب قد تكون مفتوحة وفواتيرها كبيرة إنسانيا وسياسيا وتاريخيا واقتصاديا.الأردن دائما ما يواجه تحديات ومواجهات كبيرة ولكنه ثابت ومستقر لأنه قائم على قواعد راسخة تمكنه من مواجهة هذه التحديات بكل حكمة وحنكة واقتدار، وهي القيادة الهاشمية ونظام الحكم، والأجهزة الأمنية والجيش العربي، الشعب، وتعزيز الوحدة الوطنية، وثقافة الانتماء الخالص للأردن والسعي لتحقيق مصالحه.الأردن قدم الكثير لقضايا أمته وعلى الدوام واقف ومتهيئ لأي طارئ قد يحدث في المنطقة والإقليم بكل إمكانياته الإنسانية وحنكته السياسية والدبلوماسية.إن الأردن له الدور المحوري في المنطقة دبلوماسيا وسياسيا، ودائما ما يكون ضمن المعادلة السياسية الإقليمية والدولية محافظا على مصالحه السياسية والاقتصادية، ومحتضنا للقضايا العربية سياسيا ومجتمعيا وإنسانيا وخصوصا القضية الفلسطينية لأنها القضية المركزية في الشرق الأوسط والتي ترتكز عليها الكثير من التحولات السياسية.الأردن يملك القوة الإنسانية التي تكفي لأن يقف وقفة مشرفة مع الأشقاء في غزة ولبنان وغيرهما، وبناء على توجيهات جلالة الملك فقد كان هناك جملة من النتائج أطلقها مجلس الوزراء يتمركز معظمها حول الدور الإنساني للأردن تجاه غزة وفلسطين، وذلك بتجهيز مستشفى للولادة والخداج في غزة بالإضافة إلى المستشفيات السابقة الموجودة في خان يونس ونابلس، واطلاق المبادرة الأردنية لتركيب الأطراف الصناعية لمبتوري الأطراف في غزة، والدور الرئيسي للهيئة الخيرية الهاشمية في تقديم المعونات للشعب الفلسطيني من بداية العدوان إن كان بريا أو جو?ا.يحرص الأردن في معادلاته السياسية المتوازنة ودوره المتزن في المنطقة والعالم، أن يعطي القضايا العربية جل اهتمامه والعمل جاهدا لأن يقوم بتسويات سياسية أو السعي لإيقاف الحرب، ومطالبا على الدوام بعدم التوسع في الحرب كي لا تسبب خطرا على الإقليم بالإضافة إلى مطالبته بعدم التصعيد في لبنان، وذلك لعدم جر الإقليم إلى حرب واسعة وممتدة قد تسبب الدمار الإنساني والاقتصادي.وفي جانب آخر على صعيد الداخل الأردني، يجب الوقوف صفا واحدا خلف القيادة والجيش والأجهزة الأمنية، والسعي الدائم لتعزيز الوحدة الوطنية، وتعزير الجبهة الداخلية وعدم العبث بالنسيج الوطني وعدم اهتزاز الداخل الأردني واحترام الأردن بمؤسساته وأجهزته الأمنية وقوانينه، كي يكون الأردنيون مع قيادتهم وحدة واحدة للحفاظ على الأردن وحمايته من أي طارئ قد يحدث..اقتصاديا، فإن الناتج القومي الإجمالي للربع الثاني من عام 2024 في تحسن وهذا يدل على استقرار اقتصادي بالرغم من وجود صراعات سياسية واقتصادية في الإقليم، والاستقرار الاقتصادي هو جزء من الأمن المجتمعي والاستقرار السياسي والمجتمعي.حمى الله الأردن