فادي السمردلي يكتب:كن سياسيا ولا تكن كاذبا ومدلسا

بقلم فادي زواد السمردلي
الفرق بين فن السياسة والكذب والتدليس هو موضوع معقد يحتاج إلى تفكيك المفاهيم لفهمها بوضوح فالسياسة، في جوهرها، تُعد فن إدارة العلاقات واتخاذ القرارات التي تؤثر على المجتمع والدولة، وهي تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة من خلال التفاوض والتأثير على الآخرين عبر وسائل شرعية وأخلاقية فالسياسي الناجح هو من يستطيع بناء جسور التواصل والتفاهم بين الأطراف المختلفة لتحقيق حلول وسط تخدم مصلحة الجميع لان السياسة تعتمد على القدرة على الإقناع، والتحليل العميق للمشاكل، وتقديم حلول استراتيجية فالشفافية والأخلاقيات جزء أساسي من الممارسة السياسية الصحيحة، إذ يتعين على السياسيين العمل لصالح المجتمع ككل وليس فقط لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية فالمتلون سيسقط لا محالةفي المقابل، الكذب هو تقديم معلومات غير صحيحة بهدف خداع الآخرين، ويعد الكذب من الممارسات غير أخلاقية التي تؤدي إلى تقويض الثقة بين السياسي والجمهور والحليف في المجال السياسي وقد يستخدم البعض الكذب لتحقيق مكاسب قصيرة المدى على حساب الحقيقة، مما يؤدي إلى تشويه العلاقات العامة وتدمير النظام الديمقراطي فالكذب يمكن أن يكون مباشرًا من خلال تقديم معلومات زائفة، أو عبر الإغفال والسكوت عن بعض الحقائق لتضليل الجمهور وهذا النوع من السلوك يتنافى مع الممارسات السياسية السليمة التي تعتمد على الشفافية والمحاسبة.أما التدليس، فهو شكل آخر من أشكال الخداع، لكنه أكثر تعقيدًا من الكذب، حيث يعتمد على تحريف الحقائق وتقديمها بطريقة مضللة فالتدليس ليس كذبًا صريحًا، بل هو استخدام المعلومات بشكل انتقائي أو خارج سياقها لإيهام الجمهور بأمر غير صحيح فالمدلسون يستخدمون أساليب مراوغة مثل انتقاء المعلومات وتحريف السياق والمراوغة اللفظية لتشويه الحقيقة دون أن يظهروا كمذنبين بالكذب وهذا السلوك يهدف إلى التأثير على الرأي العام دون الاضطرار إلى تقديم معلومات زائفة بشكل مباشر، مما يجعله أكثر صعوبة في الاكتشاف والتعامل معه.الفرق الأساسي بين فن السياسة والكذب والتدليس يكمن في الأهداف والوسائل والأثر فالسياسة تسعى لتحقيق المصلحة العامة وتعتمد على التفاوض والشفافية، في حين يسعى الكذب والتدليس إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الحقيقة والمصلحة العامة باستخدام وسائل التضليل والخداع فالسياسيون الحقيقيون الذين يلتزمون بالمصداقية والشفافية يعملون على بناء الثقة بين الناس والمؤسسات السياسية، بينما يعمل الكاذبون والمدلسون على تقويض هذه الثقة، مما يؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وزيادة التوترات ولهذا السبب، من المهم أن يُنظر إلى السياسة كأداة لتحقيق الخير العام، بينما يُعد الكذب والتدليس ممارسات غير أخلاقية تهدد استقرار المجتمعات وتشوه مبادئ الحكم الرشيد.اذن كن سياسي..ولا تكن كاذبا ومدلسا فاللعب على الحبال سيسقطك لا محالة..وسيذكرك التاريخ بحقيقتك وستعرفك الاجيال القادمة ان لم تكن الحالية أيضا والتي منها أبنائك واحفادك....



















