+
أأ
-

د.إخليف الطراونة يكتب ..هنالك اعلام له قيمة وإعلام له ثمن والفرق كبير

{title}
بلكي الإخباري




نشهد اليوم سيلاً جارفاً في عالم الصورة والمعلومة والتدفق المعلوماتي الذي يُحدد مزاج الشارع، ويكوّن رأياً عاماً ليس بالضرورة أن يكون إيجابياُ؛ بل هو في أحيان كثيرة يكون ضمن الإطار السلبي الذي يُخرب المجتمعات ويقطع أوصالها الاجتماعية والثقافية والأخلاقية.

ومن أكثر أسباب هذه السلبية الإعلامية، غياب الوعي، وتغليب الخاص على العام والمصالح العليا للدول والأوطان، ومحاولة استجلاب منافع آنية وشخصية ومادية، بغض النظر عن الوسيلة والغاية والأهداف، فكل الأشياء مباحة من أجل الشهرة والمال وملحقاته. يتبع ذلك سبب آخر أكثر أهمية وأشد خطورة وهو أن الإعلام غير المهني للأسف الشديد أصبح مهنة من لا مهنة له، وصار الجسم الصحفي وخصوصا في الحالة الأردنية تطفو على سطحه أسماء أبعد ما تكون عن الصحافة والمهنية والإعلام.

وهذا التدفق الإعلامي عبر وسائل السوشال ميديا الذي يؤثر في عقلية المتلقي (المشاهد، القارئ، المستمع)، يكاد يفرض سطوته وهيمنته المطلقة على الأشياء، يساعده في ذلك انسياق المتلقي وراءه بدون وعي وتدقيق وتمحيص فيما يعرض أو يُقرأ أو يُستمع له؛ بل إنه يعطي هذا المتلقي الحق في إطلاق الأحكام العشوائية بغلق هذه القناة، أو إغلاق هذا الموقع أو الصحيفة او المناداة بحبس الناس اواطلاق التهم ، دون مبرارات أو عدالة أو محاكمة يضبطها العقل والمنطق والحقيقة. وهنا يجدر بنا القول أيضا إن القنوات والمواقع والصحف يجب عليها أيضا أن تراعي القيم والعادات والتقاليد، ولا تجنح نحو الاستسهال الإعلامي وتميع الذائقة العامة للناس.

لهذا؛ يجدر اليوم بنقابة الصحفيين وهذا أشبه بنداء من قلب يعشق وطنه إصدار منظومة خاصة بالعمل الصحفي، يتبعها قانون صارم وحاسم تجاه كل ما يحدث من تشوهات في المشهد الإعلامي، وغربلة صارمة للجسم الصحفي مما علق به من دخلاء وطارئين عليه، ينظم ذلك كلّه ميثاق شرف صحفي، يُراعي حرمة الأشخاص وعدم التمادي على الناس، ومراعاة البئية الأردنية الاجتماعية والدينية، ويأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد التي تربى عليها المجتمع، ويضرب على يد كل من يحاول أن يشوه المجتمع والقيم الجميلة التي تربينا عليها.

والله من وراء القصد وهو خير الشاهدين