المحامي رايق المجالي يكتب ..في قضية المعلم الحوار بلغتين مختلفتين دون ترجمان :

من متابعتي للمشهد وبنظرة متجردة أجد أن السجال والحوار بين أطراف المعادلة في قضية المعلم واقعه أن كل فريق يتحدث بلغة لا يفهمها الآخر وهما كشخصان يتحاوران أحدهما يتحدث الإنجليزية والآخر يتحث الإسبانية ..؟؟؟!!!
نعم لا توجد لغة واحدة بين الطرفين فالحكومة تتحدث من البداية بلغة الأرقام وبلغة المال والإقتصاد ولغة السياسة وما تمليه مصالح الدولة من وجهة نظر السلطة وإدارة الدولة لتبرر قراراتها وبالمقابل المعلمون من خلال حراكهم يتحدثون بلغة القيم الجوهرية التي تعظم دور المعلم في الحياة وتتمسك بقدسية الرسالة وحساسية الدور وقيمته ..!!!
وللأسف الشديد فإن من لعب دور الوسيط أيضا من البداية قد فشل فشلا ذريعا لأنه إتخذ موقف الحياد وفقط لعب دور البريد في نقل الرسائل المتبادلة باللغتين المختلفتين دون محاولة ترجمة لغة إلى الأخرى بالتبادل …؟؟؟!!!
والدليل القاطع ومن (فم ) كل طرف على ما أقول ,بأن كل فريق عندما يتحدث للشارع وللرأي العام عبر الإعلام يستخدم مصطلحات الآخر ويؤكد على حرصه على ما يقول الآخر ,فالحكومة عندما تتحدث عن قيمة المعلم ودوره تنشد غزلا غير مسبوق بالمعلم ونقابة المعلمين عندما تتحدث بإسم المعلم عن مصلحة الدولة وعن الحرص على مقدرات الوطن وعلى إستقراره لا يبزها أحد في التعبير عن معاني الفداء والتضحية من أجل الوطن ..؟؟!!
المشهد من زاويتي أراه كالآتي :
الحكومة : تؤكد على وقوفها مع المعلم عندما تخاطب الرأي العام بلغة القيم والمباديء لأن المعلم يبني وطن ..!
المعلمون : يؤكدون أن الوقوف مع الوطن دائما جزء من رسالتهم وعقيدتهم الوطنية لأن الوطن هو الأهم .
إذا الحكومة مع المعلم والمعلم مع الحكومة فأين الخلاف الجوهري ..؟؟؟
اللغة يا سادة هي وسيلة تواصل وتفاهم وهي أشمل من مجرد الكتابة والنطق بنفس الحرف وللأسف الشديد فالرأي العام بين الفريقين أيضا لا يفهم الإنجليزية ولا الإسبانية بل يتحدث ويفهم العربية فصيحة عند البعض وعامية عند البعض الآخر وبين هذه وتلك ضاعت القضية وتحول الحوار أو السجال إلى تراشق بما تصل إليه يد كل عضو في فريق ..؟؟؟!!!
نسأل الله الهداية وإضفاء السكينة والهدوء وأن يهدي الجميع إلى لغة ولسان واحد فتنقشع الغمة وتنجز المهمة ..!!!
حمى الله الأردن .



















