+
أأ
-

د.عبدالله الطوالبة يكتب ..من المسؤول عن الانهيار يا حامل لقب "دولة"؟!

{title}
بلكي الإخباري





طالعنا رئيس الوزراء الأسبق، طاهر المصري، بما سماه مشروعاً وطنياً لتحديث الدولة. الرجل اجتهد مكثور الخير. بعد قراءة "مشروع التحديث" تبلورت لدي ملاحظات عدة، يقفز منها إلى المقدمة ما لا يحتمل الإبطاء، واوجزها على النحو التالي:

أولاً: اعتقد ان ما يدور في الشارع الأردني الآن ووعي الأردنيين وطموحهم، تجاوزت أطاريح حامل لقب "دولة" وتعدت اجتهاده. واذا جاز لي تلخيص ما نحن بصدده، فإننا أمام محاولة ل"مكيجة" النهج الذي يطالب الأردنيون بتغييره. هنا، أرى أن المصري أوقع نفسه في مطب محرج. فهو يقر بالإنهيار، وفي اقراره هذا اعتراف ضمني بفشل النهج. فكيف يستقيم الإقرار بفشل النهج مع المحاولة المضنية لتجميله؟!

ثانياً: يقول المصري بالحرف :" لم يعد ممكناً إنكار أو تجاهل أو حتى التقليل من مخاطر الوضع الداخلي والإنهيار المتسارع للإدارة الحكومية والمجتمع سواء بسواء".

عندما يصدر هذا الكلام عن رئيس وزراء أسبق، ووزير لأكثر من مرة، بل وزير الخارجية الأصغر سناً في تاريخ الأردن، فقد كان عليه أن يمتلك الجرأة ويقول من المسؤول عما أسماه "الانهيار المتسارع". مقصود القول، انت تتحمل جزءاً من المسؤولية، وكل من تسلم المواقع التي بلغتها منذ 11/4/1921 يتحمل كل منكم، الأحياء والأموات، قسطه من المسؤولية.

يا صاحب لقب "دولة"، بالله عليك ما هو شعورك اذا وضعناك او أي حامل لقب "دولة" في كفة وفي الكفة المقابلة رئيس وزراء ماليزيا لأكثر من مرة وباني نهضتها، محاضر محمد؟ أظن أن النتيجة ستكون محرجة لكم جميعاً، بل ومحرجة جداً.

أتمنى ألا يتنطعن أحد ليقول "مهو رئيس الوزراء عندنا ما بيمون على إشي"، وفي الرد على هذا التبرير المتهافت، أقول: من يقبل على نفسه ان يكون رئيس وزراء بالإسم(كي لا أقول شيئاً آخر)

فأقل ما يقال فيه أنه ليس رجلاً.