+
أأ
-

خالد عيسى يكتب ...أنا والفيس بوك !

{title}
بلكي الإخباري






ماذا يفعل متقاعد مثلي غير ان يقف على شباك الفيس بوك
يتسلى وهو يراقب " الرايح والجاي " على صفحات هذا الكائن العجيب ؟ !
كان ممكن ان أكون جاهلا بهذا العالم ، لولا ان احدى بناتي تآمرت عليّ ، وفتحت لي حسابا به لتخلص من تذمري وضجري ..
ومن يومها صار الفيس بوك سلوتي الوحيدة ، في غربة اسكندنافية تقرقش روحي كرقائق " الشيبس"..
ولا أخفي ان هذا الفيس بوك راق لي ، ونشأت بيننا علاقة حميمة مما جعلني أحرّف قول شاعرنا المتنبي الى "وخير جليس في هذا الزمان فيس بوك " !
ولكن في هذا الفيس بعض المخلوقات العجيبة ، " تنط " فجأة على عالمك الافتراضي لتفرض عليك مواقفها السياسية والدينية والأدبية والشخصية ، وتفسرك كما يحلو لها ..
وعليه لابد لي من توضيح النقاط التالية :
أنا أعتز بجميع الصديقات والأصدقاء على صفحتي ، وأحترم وجهات نظرهم جميعها .. حتى وان تعارضت مع موقفي ، لهم الحق الكامل بالتعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يروها ..
أنا لا أعتبر الفيس بوك أحد المنابر الأدبية أو السياسية أو الدينية
أنا أنظر إليه كمنبر شخصي ، أتعرف من خلاله على أناس عاديين بلا ألقاب واسماء كبيرة .. أزورهم في بيوتهم الافتراضية ، واستضيفهم في بيتي ، وبالفعل تعرفت على أشخاص لا معرفة سابقة بيني وبينهم ، ولا أخفي اني أشتاق لهم ان غابوا ، وأقلق عليهم ان تعرضوا لمكروه ..
أنا شخص عادي على الفيس بوك ، لا أعرض على أحد بضاعتي،
لا أنا شاعر كبير أو كاتب كبير أو مناضل عتيد ، أنا فقط رجل كبير في العمر، يدفعه الضجر الى ان يكتب كلاما عاديا ، هدفه التواصل مع الآخرين بدون تزويق لغوي ، أو عرض عضلات كتابية ، أو تمرير مواقف حزبية لأنه لا أعتبر الفيس بوك الساحة المناسبة لمثل هذا الاستعراض الفج ، تخيل لو أنت تزورني في بيتي وكل مرة " افقعك " قصيدة ، او أقرأ لك ديوان " العمايل الكاملة " لي .. أكيد لن تعيدها ..
أنا أحترم خصوصية الآخرين ، وأعتبر الفيس بوك للتواصل الاجتماعي وليس للتطاول الاجتماعي ، وعليه لا " اتحرش " بأحد ، ولا " انكز " هذه او تلك ، وأعلق على بوستات الأصدقاء علنا ، ولا أتقن ازدواجية (الانبوكس ) ..
كان على ان أوضّح الواضح وشرح المشروح لأنه مع الأسف هناك مخلوقات في الفيس بوك وهم قلة والحمد لله مهمتهم الوحيدة تعكير صفاء هذا العالم الافتراضي !