لسنا شعب واحد … بل شعبين لدولتين !

كتب الناشر - الربط المباشر والتبعي لمصير الأردن بفلسطين يمثل من منظور التحليل السياسي العميق إشكالا جوهريا يتنافى مع مرتكزات السيادة الوطنية الأردنية
فالدولة الأردنية بموجب دستورها وتجربتها التاريخية هي كيان سياسي مستقل وفاعل على الساحة الإقليمية والدولية فترسيم حدودها وبناء مؤسساتها وصياغة سياستها الخارجية والداخلية كلها تجليات لممارسة سيادة غير منقوصة.
القول بأن بقاء الأردن أو مساره مرتبط بشكل حتمي بوجود أو مسار فلسطين يعد تجاوزا خطيرا لمبدأ الاستقلال السياسي فبينما تدرك عمان تمام الإدراك الروابط التاريخية والجغرافية والإنسانية العميقة مع القضية الفلسطينية وتعلي من شأن دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمنها القومي واستقرارها الإقليمي فإن هذا الدعم يأتي من منطلق قوة وسيادة القرار الأردني وليس تبعية أو ارتباطا وجوديا يلغي خصوصية الدولة الأردنية.
فالخلط بين الدور المحوري والحيوي الذي يلعبه الأردن في دعم القضية الفلسطينية وبين تبعية المصير هو تبسيط مخل ينقص من قدرة الأردن على صياغة مستقبله وفقا لمصالحه الوطنية العليا فالعلاقة هي علاقة تأثير متبادل وتكامل استراتيجي ضمنيا لا علاقة ارتباط وجودي تلغي استقلالية السيادة
















