مختصون: استجابة الأردن السريعة في التعامل مع الأوبئة تُعد الأكثر تطورًا على مستوى المنطقة

أكد مختصون، أن منظومة الاستجابة الأردنية في التعامل مع الأوبئة تٌعد الأكثر تطورًا ومواكبة للمتغيرات العالمية، وتسند إلى التكاملية بين كافة القطاعات المعنية وتسير على خطط ممنهجة، ومنظومة صحية على قدر من الكفاءة والجاهزية.
وبينوا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن اليوم الدولي للتأهب للأوبئة، الذي يصادف يوم غد السبت يُعد دافعًا للاستمرار في زيادة كفاءة هذه المنظومة والمحافظة على مستوى الاستجابة للوبائيات والتعامل معها بطرق مُثلى مبنية على أسس علمية، والتصدي للتحديات الصحية الراهنة والمستقبلية التي تفرضها المتغيرات المتسارعة.
وقال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الدكتور عادل البلبيسي، إن الدافع وراء اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة 27 من كانون الأول في كل عام، كيوم عالمي للتأهب من الأوبئة، هو إدراك المنظمة للحاجة الملحة لأنظمة صحية مرنة وقوية، تصل إلى جميع الأفراد خاصة الأكثر عرضة للمخاطر بسس ظروف الحروب والنزوح وعدم المساواة.
وبين، أن جائحة كورونا بجميع أبعادها خلفت اكثر من 700 مليون أصابة و7 مليون وفاة، وكشفت الجائحة عن عدم العدالة في توزيع الأدوية والمطاعيم بين الدول، وعلى الرغم من ذلك وفرت "كورونا" فرصًا لمعاودة البناء من أجل ايجاد عالم اكثر مساواة من خلال التعاون وتبادل المعلومات ونتائج الدراسات، والتنسيق على مستوى الدول والمؤسسات، مؤكدًا أن التصدي للأوبئة يحتاج إلى رفع مستوى الوعي والثقافة الصحية وبناء الخبرات واستخدام افضل الممارسات والاستعداد للأوبئة منذ مراحلها الأولى.
وحول تجربة الأردن في التعامل مع الأوبئة، أكد البلبيسي أنها من افضل التجارب على المستوى الإقليمي والعالمي، مستشهدًا بإدارة الدولة بكافة مؤسساتها لجائحة كورونا والتي تمكنت من التصدي للوباء بطريقة فعالة وملفتة رغم محدودية الإمكانات وشح الموارد، حيث استطاع النظام الصحي الصمود بفضل تكاملية الأدوار وتوزيعها بالشكل الصحيح، وتعاون المواطنين وإدارة المشهد بطريقة شمولية تناولت تقديم الرعاية الصحية وتوفير واستغلال الإمكانات وتقديم الرسائل التوعوية التي لاقت تجاوبًا وتفاعلاً سريعًا من المواطن.
وأكد البلبيسي، أن جميع المؤشرات والمعلومات تدل على استقرار الوضع الوبائي في الأردن، وأنه ويتم رصد الأمراض أسبوعيًا وجميع الدلائل أعطت مؤشرًا أن موجة الإنفلونزا جاءت مبكرًا هذا العام وبنسب أعلى قليلاً من العام الماضي، داعيًا إلى الاستعداد الدائم لمواجهة الوباء وأخذ المطاعيم الوقائية، خاصة للأشخاص الأكثر اختطارًا، مثل كبار وصغار السن والحوامل وممن لديهم نقص في المناعة.
من جانبه، قال مدير إدارة الأوبئة بوزارة الصحة، الدكتور أيمن مقابلة إن لدى الوزارة خطة موحدة بين جميع القطاعات المعنية لمواجهة الأوبئة تقوم على نهج "الصحة الواحدة" الذي يعزز التكاملية بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، حيث يتعامل هذا النهج مع الأمراض حيوانية المنشأ بشكل سريع ومباشر بالتشاركية مع وزارة الزراعة، وأيضًا مع الأمراض التي تنتج عن المتغيرات البيئية والمياه والأغذية بالتعاون مع الجهات المعنية.
وأضاف، أن الخطة مبنية على عدد من المراحل الرئيسية من بينها التأهب والاستعداد قبل ظهور الوباء، حيث تقوم الوزارة بتدريب الكوادر المعنية وإعداد وتجهيز المختبرات والمستشفيات والأجهزة اللازمة، ومرحلة الاستجابة للوباء في حال ظهوره، من خلال المراقبة ورصد الحالات وإجراء الفحوص وتقديم العلاجات وتحديد أماكن الانتشار لمنع التفشي.
وأفاد، أن المرحلة الأخيرة تتمثل بالتعافي وتحديد مواطن القوى والضعف خلال جميع المراحل ومعالجة الثغرات إن وجدت، والبناء على الإيجابيات والمحافظة عليها، مشيرًا أن لدى الوزارة 42 فريقًا للاستجابة منتشرة في جميع المحافظات و 630 ضابط ارتباط متواجدين في جميع المستشفيات الخاصة والحكومية والخدمات الطبية الملكية، والمستشفيات الجامعية والمراكز الصحية، مهمتها التبليغ عن الحالات المصابة بشكل سريع ومباشر ليتم التعامل الفوري معها من قبل فرق الاستجابة أو الفريق الرئيسي في الوزارة.
وأكد المقابلة، أن هنالك اشادة كبيرة من منظمة الصحة العالمية والعديد من الجهات الإقليمية والعالمية بالتجربة الأردنية في مكافحة الأوبئة والتصدي اليها والخطط المرنة، والقدرة على تعزيز الجاهزية المسبقة التي تُعد ضرورة وطنية ومسؤولية اجتماعية، مبينا أن هنالك نهجا تشاركياً يقوم على التكامل المؤسسي بين جميع الجهات الحكومية والخاصة واشراك المجتمعات المدنية.
وبينت الدكتورة ميسم عكروش، أن الأستجابة السريعة والوقاية تعتبر من الطرق الفعالة للتصدي للوباء ايا كان نوعه، مشددة على ضرورة الابقاء على التأهب الدائم لمواجهة الأوبئة التي تظهر في كثير من الأحيان دون انذارات مسبقة، لا سيما وأن مصادر بروز الأوبئة باتت أكثر من السابق نتيجة المتغيرات البيئية والأنظمة الغذائية والنزوح والهجرات الجماعية الناتجة عن الحروب.
وأكدت، اهمية رفع مستوى التوعية الصحية في التعامل مع الأوبئة، وأن نهج توحيد الأداء يساعد على الربط بين صحة الإنسان وصحة الحيوان وصحة النبات، إضافة إلى القطاع البيئي، وأن هذه العوامل اذا ما تم التعامل معها بشكل صحيح تعتبر من التدابير الوقائية الفعالة للسيطرة على الأوبئة.
ودعت عكروش إلى عدم الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية وعدم صرفها دون وصفات وطبية لأنها تنعكس سلبًا على صحة الأفراد والمجتمعات من خلال اطالة مدة الأمراض وفقدان فعاليتها وازدياد السلالات الجرثومية المقاومة، مؤكدة أهمية وجود وعي مجتمعي فيما يتعلق بسلوكيات استخدام المضادات الحيوية بشكل غير سليم.


















