+
أأ
-

د.جمال التميمي يكتب .. فـارس بـلا جـواد

{title}
بلكي الإخباري


بقلم : القاضي الدكتور جمال التميمي





رجل الأيام العصيبة , كم نحتاجه في عتمة الليل , وضيق الطريق,نجم من بيت وجاهة رغم التضييق, كريم النبعة مفطور على إباء الكرك , وكرم الكرك , وهذا سعة طريق .
تفتحت زهرة شبابه في مؤتة ومن لا يعرف مؤتة يستحق أن يقرأ عن تاريخها من جديد فمن هناك ومن جامعتها شق الطريق بعزم وثبات وارتكز على إرث عائلي لا يغطى بغربال ناكف من ناكف وتطاول من تطاول فالشمس في كبد السماء لا ينقصها دليل على الحضور, فالنور للشمس برهان. من مؤتة السيف والقلم كان طيب المشوار , وكان الطريق شاق والوصول شبه محال لكنها الارادة تفتح أصعب الأبواب .
جاء تعيينه في الجامعة الأردنية وقبلها البلقاء خطوة مهمة نحو تحقيق مهام تسريع عملية الارتقاء الاكاديمي وتعزيز وتطوير الجامعة وكان في معترك اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان الجودة علامة فارقة محفورة في وجدان الوطن وكيف لا وهو صاحب قرار . كذلك استطاع إبراز دور الجامعة الأردنية كمؤسسة عريقة في التنمية وفي التعليم , وتعكس رسالته التزام بوجوب تحقيق عدة معايير للتميز والتقدم , واستطاع ضمان جودة التعليم في كل موقع وفي كل حين , فنحن نستذكر قامات وطنية قدمت للوطن الشيء الكثير ومازالت تقدم في كرسي المسؤولية وخارج الكرسي, فالعطاء لا يتوقف, وقد مر على الجامعة الأردنية قبله خالد الكركي وقبله عبد السلام المجالي وكأن ظاهر الحال يقول للكرك دور في بناء الأردن لا يمكن اختزاله فقد شكل كل منهم علامة فارقة في إدارة دفة أم الجامعات غادروا مواقعهم لكن عبق العبير يملأ المكان .
الاعتداد بالنفس دليل على شرف كبير يحمله بين جنباته وفيه كبير عنفوان وعز وشرف يستحق أن يقود في مرحلة مهمة من مراحل الوطن فالدفة تحتاج اليد القوية الطاهرة النظيفة خاصة بعد أن جلب الوباء ضعف في التعليم وتأثر في الاقتصاد وعانى الناس ضيق العيش , وبات التذمر والشكوى على الاشهاد .
سيأتي يومٌ إذا ذُكِرَ فيه وضع التعليم البائس قالَ الناس عن الدكتور اخليف هو الضالة المنشودة وابن الوطن المفقود من على كراسي القرار عميد أكاديمي وشيخ الحضور وسيد إن غاب ففي التعليم تخبط وفي الإدارة ترهل ,وفي الوطن حاجة لصاحب قرار .
كم اكره أن اكتب عن الأشخاص لكن الوفاء وذاكرة الوطن تجعل للقلم صرير وعندما نستذكر هذه القامات وكأننا نوقظ الإحساس الراقد وننبش تاريخ كبرياء الوطن , "فالديجتال" ماعاد يجدي وبلاد فيها رجال حري بها أن تقدمهم لتتقدم . فالاوطان ترتقي وتتنفس من رئة رجالها , والتعليم يحتاج رجل فهيم واثق معطاء حساس عندما يتعلق الأمر بالوطن يزيده كبرياء على كبرياء .
أديم السماء في فجرك أيلول , وعند تعداد السيوف مصقول , لم يكن صنيعة أحد , هذا هو اخليف , ولم يهادن كما عهدنا الساسة , باختصار دهاء من غير مكر, ماء صاف لا يعرف العكر . تجرد من عَرَض الصغار وتسلف الساسة فكان علامة فارقة استحق فيها مكانة رفيعة واستحق أن يكتب عنه وأن يبحث عنه عندما تدلهم الخطوب ,واستحق أن يكون البوصلة عندما في تيه البحر تذهب الرياح في السفينة وتقودها الى المجهول . لايعرف المراوغة ,لأن المراوغة تجني على الأهلية وتهدم الجدارة فيغيب الجواد عن الفارس وتصبح الساحة بربرية لأصلع هنا وذميم هناك وصاحب شخصية نرجسية.
باختصار نحتاج والله رجال حديثهم يملأ الأذن وهيكلهم يملأ العين أصحاب فراسة وصدق موقف عندما تتلون الممرات ويصبح الرماد موقف . الكرك خشم العقاب دونها ثني الرقاب جوهرة في جيد الوطن فهناك ولد وهناك عاش ومن ماءها ارتوى .نستذكر منها وفيها حابس وفلاح المدادحة واحمد باشا الطراونة وعاطف الذي قدم مصلحة الوطن على كل المصالح فكان والله صالح بعيد عن دنو المصالح.