+
أأ
-

د.غازي الذنيبات يكتب .. تغريدة خارج السرب (حكاية طرد السفير)

{title}
بلكي الإخباري


عندما يجمع مجلس النواب بكل اطيافه ومشاربه على اتخاذ قرار بطرد السفير الاسرائيلي، فان هذا الموقف كان يجب ان يسجل للمجلس بأحرف من ذهب، لان هذا يمثل إجماعا، وتآلفا، وطنيا، وتوحدا غير مسبوق.
لكن ما ذهب اليه الجمهور العتيد من حملة شعواء، يقودها طبقة مثقفة (بقلوب مليانة وليست رمانة) ، لادانة المجلس بسبب عدم تنفيذ القرار من قبل الحكومة، يعبر عن سوء فهم استدرج اليه السواد الاعظم من الناس للاسباب التالبة:
اولا : مجلس النواب ليس جهازا تنفيذيا، إذ تنحصر مهمته بالرقابة والتشريع، فإذا كان هناك من قصر في التنفيذ فقطعا ليس مجلس النواب الذي اعلن رأيه بصراحة ووضوح، لا لبس فيهما.
ثانيا: في كل الديمقراطيات العالمية ليس شرطا ان تنفذ كل قرارات المجالس التشريعية، ولا بد للاخوة المتابعين للشؤون السياسية ان لاحظوا ان رؤساء دول مثل امريكا مثلا، كثيرا ما يتم استعمال حق النقض (فيتو) الدستوري، لتعطيل قرارات الكونغرس.
ثالثا: لا ابرر للحكومة ولست محاميا لها، ولكن مصالح الدولة العليا، ومصالح الشعب الفلسطيني المقهور تحت الاحتلال، قد لا يخدمهم قرار مجلس النواب، لان نتائج تنفيذ القرار تسأل عنه الحكومة، حتى لو صدر بإجماع مجلس النواب.
رابعا: من حيث الواقع وعلى ضوء تزايد اعداد السفارات العربية في تل ابيب، فان سحب السفير الاردني قد لا يكون مجديا، وليس له ذات الاثر، والتأثير، الذي كان قبل تزاحم السفارات العربية.
خامسا: ربما كانت القيمة المعنوية لقرار مجلس النواب، بطرد السفير، اكثر جدوي وأهمية، وتأثيرا في الرأي العام المحلي، والعربي والعالمي، من تنفيذ القرار فعليا ومادبا.
سادسا : بعيدا عن العواطف الجياشة، وقبل ان تقولوا (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها)، بالله عليكم هل الدولة الاردنية، بامكانياتها، وواقعها، قادرة اقتصاديا وسياسيا على مجابهة، ومواجهة الاحلاف ( الصهيو انجلو عربية) التي تتحكم بالقوة ورأس المال.
سابعا: من وجهة نظري ان مسألة استقلال الدول، قد اصبحت منقوصة في ظل شيوع العولمة، ولذا نجد دولا كبرى بحجم الصين، وروسيا، وتركيا، وايران، ودول اوروبا، كثيرا ما جنحت عندما تهب عليها العاصفة، وخاصة إذا كانت العواصف امريكية .