العميد المتقاعد هاشم عوّاد المجالي يكتب ..السعودية رغم الجفاء ستبقى عنوان الدعم والأخاء

عندما نتذكر بيت الشعر القائل ( اذا اكرمت الكريم ملكته واذا اكرمت اللئيم تمردا ) وانطلاق من هذا البيت الذي ينطق بالحكمة ، فإن الشعب الاردني لا يمكن الا أن يكون كريما ولا يمكن ان يكون لئيما او يتمردا ، فالسعودية لها حق علينا في مستشفياتنا وطرقنا وموازناتنا المالية ومشاريعنا الإقتصادية ، والأهم من كل ذلك انها دائما هي عمقنا التاريخي والاجتماعي والعشائري ، فالشعب السعودي نحن اخواله وهم مخاولنا وهم أبناء العمومة والصهر والجار الطيب .
وهنا لا أستطيع أن أنسى الموقف الذي شاهدت فيه المرحوم بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يتحدث عن المغفور له الملك الحسين بن طلال عليه رحمة الله ، حين انهمرت الدموع وتحشرج الكلام في فمه وكاد ان يبكي بكاء الأخ الحقيقي على فقدان أخيه العزيز والصاحب والعضد والسند .
واذا تعمقنا في المملكة العربية السعودية التي لا زالت هي حاضنة العروبة والإسلام وقارناها بباقي الولايات العربية من دمشق وبغداد وصنعاء اللواتي يعتبرن مستعمرات فارسية ويأتمر حكامها بأوامر تصدر من الموالي في طهران ، فإننا نجد ان عمان هي العاصمة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا زالت تحافظ على عروبتها وبكارتها من الغزو الشيعي الفارسي .
واذا تناولنا السياسات الخارجية للملكة العربية السعودية فهي تحافظ على مصالحها الوطنية في السياسات الاقتصادية الداخلية بحيث تعود الفائدة على المواطن السعودي وعلى الدولة برمتها ، واما سياساتها الخارجية فمن المعروف أن كل دولة لها مصالح وطنية مع جيرانها وحيوية مع دول العالم ، ولهذا فإن ما نراه أحيانا خارج عن المنطق قد يكون هو المنطق كمصلحة حيوية ووطنية لها .
النظام السعودي الممثل بحكم آل سعود هو ينتهج نفس النهج الهاشمي في التعامل مع المواطنين ، فهو ليس دمويا ، وهو أيضا منتميا للارض والعروبة والدين ، وهو صديق من يصادقه وعدو من يعادية مع فتح ابواب الصداقة الحقة لمن يرغب بها .
انظروا الى الاتظمة العربية الحاضرة في دول الشرق الاوسط والعالم العربي فهي استخدمت كل انواع الأسلحة التدميرية على شعوبها للحفاظ على عروشها ، بعكس الحكم الهاشمي والسعودي الذان اعتمدا ويعتمدان دائما في حكمهها على الحكمة و التواصل الشعبي والإجتماعي العشائري والقبلي مع الوطن والمواطن .
ولنتعمق أكثر في حكم الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان اللذان ابتديان حكمهما أولا في اعادة الأموال المنهوبة والمسروقة وكف ايدي المتنفذين على مقدرات الوطن حتى لو كانوا من نفس العائلة ، ثم خططوا لإقتصاد لا يعتمد على النفط وعائدات الحج فقط ، وانما البناء وتطوير المشاريع الإقتصادية الكبرى لما يسمى بالخطط العشرية والعشرينية .
لماذا نحرم عليهم ما نحلله لنا ، ولماذا ننتقدهم وننكر ما قمنا به نحن قبلهم .
المواطن السعودي عندهم هو اغلى ما يملكون ، فالألوية بالتعيينات والنفقات والمشاريع للسعوديون ، حتى أن المستثمرون لا يستطيعون ان يستثمرون في السعودية إلا اذا وظفوا سعوديون ودفعوا ضريبة الإقامة عليهم وعلى عائلاتهم للحكومة السعودية ، فكلنا يعرف ويسمع عن نظام السعودة عندهم في كل شيء .
وأخيرا فإنها التي يفودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ان يتجاوز كل الخلافات بين المملكتين ، وأن يسعى لأن تتغير حالات الجفاء والجمود بين المملكتان الى تحريك وتعاون واحترام ، وتقديم النصح والمشورة فيما يخص القضايا الأقليمية .
نحن احوج الى الرياض والكويت والدوحة والمنامة وابوظبي ومسقط في هذه الأيام اكثر من حاجتنا الى بغداد ودمشق والقاهرة .
فمصالحنا ومصالح الامة العربية لن تتحقق بمطابخ من يأتمورون بأوامر آية الله السيستاني او على خامئني او آية الله بوتين .
السعوديون أهلنا وآل سعود عزوتنا وسندنا ، فلا تخسروننا انفسنا اذا ما خسرناهم .
اللهم احفظ المملكة العربية السعودية وشعبها وقيادتها ، واحفظ مملكتنا وشعبنا وقيادتنا يا رب العالمين.
اللهم آمين آمين آمين .



















