موسى الناظر كيمائي الأردن

بلكي الإخباري ولد الدكتور موسى الناظر بتاريخ 15/10/1936 في مدينة الخليل ودرس في مدارسها الابتدائية وتخرج من مدرسة الحسين بن علي الثانوية عام 1954 ليبدأ رحلة جديدة من حياته العلمية حيث تم ابتعاثه من قبل وزارة المعارف الأردنية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت ليحصل عام 1958 على درجة البكالوريوس في تخصص علم الكيمياء.
ولارتباطه بهذه الجامعة التي أثرت في حياته كما يقول لعوامل عدة أبرزها انفتاح الجامعة على العالم الخارجي ووجود طلاب زملاء له من حوالي خمسين جنسية والحرية الأكاديمية التي ساهمت في إيجاد المناخ العلمي الملائم واصل الدكتور الناظر دراسته فيها ليحصل على درجة الماجستير في التخصص نفسه عام 1960.
ثم سافر الدكتور الناظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليواصل دراسته العليا في جامعة هارفارد ويحصل على درجة الدكتوراه عام 1964 ليعود إلى عمان ويبدأ رحلة هامة في حياته الأكاديمية في العمل في الجامعة الأردنية.
خاض الدكتور الناظر غمار العمل الأكاديمي في الجامعة منذ بدايات فجر تأسيس كلية العلوم وأسهم مع نخبة من الأكاديميين في تأسيس قسم الكيمياء وتجهيز المختبرات اللازمة عام 1965 وكانت حياته مليئة بالمثابرة والانجاز والمستقبل الواعد بالأمل والطموح.
ويقول أن الجامعة في مراحلها الأولى واجهت صعوبات وتحديات أهمها قلة المباني والمختبرات والوسائل التعليمية ولكن بجهود المخلصين من أبناء هذا البلد الطيب استطاعت الجامعة من تحقيق "الحلم" حيث تم انجاز مبنى قسم الكيمياء بدعم كريم من شركة مصفاة البترول الأردنية وكان يرأس مجلس إدارتها آنذاك المرحوم عبد المجيد شومان لافتاً إلى أن كلية العلوم استقبلت عند تأسيسها (100) طالب وطالبة منهم (33) في قسم الكيمياء.
وطوال مسيرته العلمية لم يدرس الدكتور الناظر في أي جامعة غير الجامعة الأردنية سوى بضع إجازات تفرغ علمي كان يقضيها في الجامعة الأمريكية في بيروت لإجراء أبحاث علمية متخصصة ويتذكر أنه في ستينات القرن الماضي عمل مدرساً مشاركاً في قسم الكيمياء خلال فترة دراسته الماجستير وكان مجموعة من الطلبة الأردنيين يواصلون دراستهم الجامعية في كليات الطب والصيدلة والهندسة والتخصصات الأخرى ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق السيد عبد الرؤوف الروابدة الذي كان يتلقى تعليمه في كلية الصيدلة حين وصفه بأنه كان طالباً متميزاً علمياً وفكرياً.
والدكتور الناظر لم يتقلد طيلة حياته مناصب ادارية سوى رئاسة قسم الكيمياء في الجامعة وانصب جهده على إجراء بحوث علمية متخصصة في مجال الكيمياء العضوية التي تعتمد على المركبات التي لها جوانب طبية وزادت أبحاثه المنشورة على (30) بحثاً علمياً متخصصاً إضافة إلى العشرات من الدراسات وساهم في تأليف الكتب العلمية المتخصصة في الكيمياء التي لها علاقة بالتعليم العالي ورأس لجان تأليف الكتب المدرسية التي تتعلق بالكيمياء وعمل في لجان إعداد قوانين وأنظمة عدد من الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة وبخاصة في مجال التخطيط لإنشاء المختبرات العلمية.
ويعترف الدكتور الناظر أن مادة الكيمياء كانت في المدارس في منتصف القرن الماضي مادة ثانوية هامشية يخصص لها القليل من الحصص الأسبوعية بالرغم من أهمية العلوم الكيميائية في حياتنا حيث تدخل هذه المادة في تخصصات الطب والصيدلة والتمريض والعلوم الهندسية وحتى العلوم الإنسانية.
ويشير إلى أن جيل اليوم من الطلبة لديهم الإمكانيات والطاقات لتوفر وسائل العلوم المعرفية من اتصالات ووسائل تكنولوجية متقدمة إلا أنه يشعر بالحزن عندما يضيع الطلبة أوقاتهم هدراً فهو يرى بأن يكرس الطلبة أوقاتهم في البحث وزيادة الخبرة العلمية في الكليات ودور العلم والعمل الميداني في المصانع والشركات.
ويصف الدكتور الناظر دعوة الجامعة للعالم العربي الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 لزيارتها ومنحه درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب والعلوم بأنها كانت مبادرة طيبة ومثمرة ولها انعكاسات ايجابية مستقبلاً مشدداً على ضرورة زيادة صلة الجامعة بالعلماء العالميين للاستفادة من مخزونهم العلمي وتجاربهم ومعلوماتهم العلمية والبحثية لخدمة المعرفة الإنسانية.



















