+
أأ
-

يسرا أبو عنيز تكتب: بلـــــد المليـــــون فقيــــر

{title}
بلكي الإخباري






واثناء كتابة هذا المقال صباح اليوم، حول عدد الفقراء في الأردن، وذلك بعد تصريحات دائرة الاحصاءات العامة، بأن عدد الفقراء في المملكة يبلغ 8 الاف فقير فقط، جاء توضيح الدائرة ذاتها بأن عدد الفقراء في الأردن يصل إلى مليون، وان الرقم المعلن عنه مسبقا، لأشخاص ليس لهم اي مصدر رزق.





ارقام دائرة الاحصاءات العامة، المعلنة قبل ايام اثارت موجة من التشكيك في هذه الأرقام، ودقتها، حيث أنه لم يعد يخفى على أحد في المجتمع الأردني، اوضاع المواطن، والحالة التي وصل إليها، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة، وانخفاض القدرة الشرائية، وكثرة الضرائب والرسوم المفروضة.





ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن ارتفاع نسب البطالة، زاد من عدد الفقراء في الأردن، وزاد من جيوب الفقر بين المواطنين، لنجده يزداد في مناطق الأغوار سلة الغذاء في الأردن، بعد أن كان سكان هذه المناطق يعيشون في ظروف معيشية جيدة، بل وممتازة لدى بعضهم.





لنجد ان الديون التي تراكمت على المزارعين، وارتفاع كلف الانتاج، بالإضافة إلى تعرض الزراعات الصيفية والشتوية للضرر، اما نتيجة لموجات الصقيع، او الرياح الشديدة، او نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، او انخفاضها الشديد، الأمر الذي يعرضعم للخسائر، وبالتالي يكونوا فريسة سهلة للفقر.





في الأردن نتحدث عن مليون فقير، غير أن الواقع اسوأ من ذلك، لأن كل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن الاردني، جعلت المجتمع طبقتين احداهما غنية، والأخرى فقر مدقع، اما الطبقة الوسطى فإنها تعيش على الهامش، وبالكاد تستطيع تأمين متطلبات الحياة اليومية، ان استطاعت.





في الأردن ناس يأكلون اللحوم، ويلقون في النفايات، او فائض حفلاتهم وسهراتهم من الطعام ما يكفي لإطعام قرية كاملة من جيوب الفقر في شمال او جنوب او وسط هذه المملكة، وفي الأردن ايضاً حيوانات تعيش في قصور بعض الأشخاص، يعيشون،وينامون، ويتم ترفيههم، والاهتمام بهم اكثر مما يهتمون بالبشر، حتى ان زكاتهم لا تكون بما يرضي الله.





مليون فقير، او8 الاف فقير، لا يهم الرقم، بل إن الأهم في الأردن، ان هناك وجع لا يعرفه الا صاحبه، بل لا تعرفه صناديق المعونة بدنانيرها المعدودة،ولا اية صناديق اخرى، او جمعيات، او اولئك من اهل الخير،او اي جهة ممن تتلطف على هؤلاء

احياناً بمنحهم مبلغ من المال، او طرود للمواد التموينية، او اللحوم.





نعم، هناك وجع لدى فقراء الأردن، لأنهم لم يختاروا ان يكونوا هكذا، بل إن ظروفهم هي التي اجبرتهم على هذا الوضع، خاصة اولئك الذين يحملون الشهادات الجامعية، ليكون وجعهم، وجعين، وجع الفقر المدقع، ووجع شبح البطالة.