+
أأ
-

والرجال ايضا يواجهون العنف

{title}
بلكي الإخباري


يسرا ابوعنيز
لم يعد العنف في مجتمعنا، ولا حتى في المجتمعات العربية والعالمية، يقع على المرأة، او الأطفال فحسب، بل إن هذا السلوك يقع على الرجال ايضاً، وبخاصة الأزواج منهم، لأن العنف حتما سيولد العنف، ومن الطبيعي أن المرأة التي تتعرض، او تعرضت للعنف من قبل الزوج، او المجتمع ستعكسه على الزوج.





ولعل تلك الجريمة التي وقعت في محافظة عجلون، خلال شهر تشرين الأول الماضي، والتي هزت الرأي العام،وذلك لبشاعتها، حيث أنها خرجت عن كل المألوف، وهي من اسوأ انواع العنف الذي يمارس ضد البشر، وذلك عندما اقدمت احدى السيدات على قتل زوجها، ومن ثم وضعها في احدى الحفر الامتصاصية بكل دم بادر.





هذه الجريمة،لدليل واضح على ذلك العنف الذي يعاني منه الرجل من بعض الزوجات، ودليل ايضاً على ان هذه الظاهرة ليست حكرا على النساء فقط، كما أنها بدأت في الزيادة في المجتمع، سواء ضد المرأة، وكذلك ضد الرجل من قبل الزوجات، وبخاصة غير المتعلمات منهن.





ولعل نتائج مسح للسكان، والصحة الاسرية، والذي اجرته دائرة الاحصاءات العامة للاعوام (2017_2018) ان 1،4 بالمئة من الرجال، يتعرضون للعنف من قبل الزوجات، كما تتعرض النساء للعنف من قبل الأزواج.





اما جمعية تضامن النساء الأردني ( تضامن)، فقد اظهرت ان رجل واحد من بين كل مئة رجل، يتعرض للعنف من قبل الزوجات، لأن العنف حتما سيولد العنف، وان الأزواج غير المتعلمين، يتعرضون اكثر للعنف وبنسبة وصلت إلى 2،5 بالمئة، وبخاصة من الزوجات غير المتعلمات، والمطلقات، والأرامل.





ووجود ظاهرة العنف في المجتمع الأردني، سواء ضد المرأة، او الرجل، لدليل واضح على وجود الخلل في تكوينة هذا المجتمع، كما أن للظروف الإقتصادية والتي يمر بها المواطن، لتأثير واضح على ظروفه الاجتماعية، الأمر الذي يخلق المزيد من المشكلات الإجتماعية الاخرى.





كما أن العنف الذي يمارس ضد المرأة، او الرجل من شأنه أن يلحق الضرر بالأسرة، وتكوينها وقد يؤدي لهدمها، وتفككها، وبالتالي زيادة المشكلات الاخرى، والتي قد تؤدي إلى المزيد من العنف بين بقية افراد هذه الأسرة.





ومن الطبيعي أن يترك العنف ضد الرجل، كما هو العنف ضد المرأة، اثاره ايضاً على الاسرة والمجتمع ايضاً،وان يؤدي للعديد من المشكلات الإجتماعية، كالتفكك الاسري، وانتشار للمخدرات، والكحول، بالإضافة لخلق المزيد من ابناء الشوارع، من المتشردين.