النابلسي يكتب :- الفاشلون !

المحامي :- زيد النابلسي
بات واضحاً وجلياً لكل ذي عقل هادئ ورؤية منصفة وعادلة أن الحراك العفوي اللبناني ذو المطالب المعيشية المحقة قد تم اختطافه كلياً من قبل ذات الأطراف التي ثار الشعب اللبناني على فسادها واحتكارها للسلطة بالأساس، ومن ينكر هذه الحقيقة اليوم بعد أن ذاب الثلج وبان المرج، فإما أنه أعمى أو أنه يتعامى عن الوقائع الناصعة كالشمس في وسط النهار…
فمن السذاجة أصلاً أن يتوهم أي شخص أن الأطراف المعنية بالساحة اللبنانية كانت سترفع يدها عن هذه الساحة وتترك الشارع يقود نفسه لوحده لمجرد أن ثمة ثورة عفوية أطلت برأسها…
فلبنان وما يمثله بالنسبة لقوى الاستكبار والاحتلال في المنطقة هو أهم ساحة صراع في الحرب غير الباردة بين محور الكرامة والممانعة والسيادة وبين محور الانبطاح والاستسلام والتطبيع…
ولذلك رأينا كيف أن الساحات تم احتلالها في غضون أيام قليلة من قبل قوات جعجع وكتائب الجميّل واشتراكيي جنبلاط ومستقبليي الحريري وطرابلسيي ريفي وميقاتي، وتيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي، وعاد اللبنانيون للمربع الأول بخُفَّي حُنَين…
للأسف، الثورة اللبنانية الحقيقية ضد الفساد والهدر والسرقة والمحاصصة والطائفية والعبودية للمصارف، الثورة الحقيقية من أجل لقمة العيش الكريمة والصحة والتعليم والبيئة النظيفة قد تم ابتلاعها كلياً من قبل حيتان المال والإقطاع السياسي في لبنان، والمشهد الآن كما يعترف زائرو سعد الحريري أضحى تحت رحمة الابتزاز الأمريكي للاقتصاد اللبناني بالتهديد المباشر:
"حاربوا رجال الله في لبنان، وإلا ستموتون جوعاً وإفلاساً وستعودون إلى الغرق في فوضى الحروب الأهلية"
ولكنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة…
فقد حاولوا اقتلاعهم باغتيال الحريري وبافتعال "ثورة الأرز" في 2005، وفشلوا…
ثم حاولوا في العام التالي بحرب 2006 وقالوا لنا أنها آلام مخاض الشرق الأوسط الجديد، وفشلوا…
ثم قرروا اقتلاع القلب والرئة والشريان التاجي في سوريا منذ آذار 2011، وفشلوا…
واليوم لا زال ذات المهرجين وأيتام فيلتمان وعبيد السفارات من بقايا الزعاطيط والسبهانيين يتوهمون بأنهم قادرين على كسر شوكة الحزب العالقة في حلوقهم وفي مؤخراتهم، وسيفشلون…
هم كانوا "تنابل" كما وصفهم السيد ذات يوم، وأسيادهم اليوم يبدو أنهم أصبحوا أتنبل منهم، وسيبقون تنابلاً فاشلة مهزومة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها…



















