الحباشنة يكتب :- الإحتقار الرأسمالي . إما المال أو الإنسان

الدكتور رامي الحباشنة - رئيس قسم علم الاجتماع - جامعة مؤتة
لماذا يتعذب الأردني الآن ولا يشعر بالراحة ويبقى قلق مهما عمل أو فكر و دبر ؟
الإعتراف بالناس أهم من معرفتهم .
_ أستعين هنا بتعريف اكسيل هونيث بأن الاحتقار هو سياسة عدم إدراك تحول الشخص الذي أمامنا إلى شيء غير منظور، تحوله من "أنا" له لحم ودم إلى "هو" بلا ملامح.
_ إجتماعيا وقع الفاعل الإجتماعي الأردني الآن بين كف القفز إلى منظومة العولمة بأداتها الرأسمالية تحت مظلة مناخ يوحي بأنه ما عليك إلا الحصول على وظيفة يتأتى منها دخل مالي يتم تقسيمه لتحقيق المتطلبات الحياتية ومخرز سرقة المساحة الإنسانية والمعنوية من داخله لتوفير ذلك المالي الذي صدم بعدم كفايته أصلا ، فلا هو أصبح ذلك العولمي المرفه ولا ذلك المتزن والمستقر إنسانيا وروحيا ..ممزق ومتوتر لأبسط حركة أو خبر أو تفكير .
_ النتيجة البشعة الان هي تلك الصرخة التي أطلقها كانط عندما قدم لنا تأطير الصراع الخطير في مجتمع الغايات، بأن كل شيء له ثمن أو له كرامة وقيمة معنوية. فما له ثمن يمكن تعويضه بشيء آخر بوصفه مكافئا له؛ أمّا ما يتفوق على كل ثمن، وبالتالي لا يقبل أي مكافئ له، فهو الشيء الذي له كرامة وقيمة معنوية.
إن ما يتعلق بميول الإنسان وحاجاته العامة، هو له ثمن تجاري…أما ما يشكل الشرط الذي هو وحده ما يجعل شيئا ما غاية في ذاته، فهذا الأمر هو ليس له فقط قيمة نسبية، نعني ثمنا، بل له قيمة جوهرية؛ أي له كرامة ومساحة معنوية.
يا له من خطر ذلك الخلط الذي يتم الآن بين الأشياء التي لها ثمن والأشياء التي لها كرامة ، خاصة إذا كثرت العناوين أمام الناس التي تشكل ضبابية أمام الوعي الذي يضع الخطوط الفاصلة بينهما .



















