مدفأة جدتي

تأليف: ندى سليمان
تك تك ...تك تك ..
سقطت قطرات صغيرة من المطر على رأس رنا وهي تخرج من باب المدرسة ، نظرت رنا للسماء المكتظة بالغيوم السوداء ، وأسرعت بخطاها عائدة إلى البيت، وفجأة توالت قطرات المطر فبللت معطفها الأحمر الجميل وبدأ الناس يركضون للاحتماء من المطر تحت مظلات المحلات .
فتحت الأم الباب لابنتها قائلة : هيا ادخلي وجففي ملابسك .
ردت رنا : إنه المطر يا أمي ، يتساقط بقوة لقد بلل معطفي ، خلعت رنا معطفها و علقته على مشجب قريب من الباب ، حين لفت نظرها صندوق خشبي قديم ، اقتربت رنا من الطاولة فشاهدت مدفأة حديدية قديمةً ، قالت الأم : لقد أحضر جدك هذه المدفأة القديمة المخبأة في الصندوق الخشبي لسنوات كثيرة لما لها من ذكريات جميلة .
أمسك جدي الصندوق وأخرج منه المدفأة ثم قال : كانت جدتك – رحمها الله - تستخدمها كفرن لتعد الخبز و الحساء فوقها .
قالت رنا : لكنها تختلف عن مدفأتنا يا جدي .
قال الجد : نعم يا صغيرتي فهذه المدفأة تعمل بمشتقات النفط مثل الديزل وأحياناً نشعلها بالزيت ، أما مدفأتنا فتعمل بالكهرباء وتجلب لنا الدفء سريعاً
اقتربت رنا من جدها قائلة : ولكن لم لم نعد نراها في المنازل ؟
قال الجد : حفاظاً على البيئة يا صغيرتي وتوفيراً للطاقة .
طلبت الأم من ابنتها أن تحضر كتاباً علمياً من مكتبة المنزل وطلبت من ابنتها أن تتصفحه .
قرأت رنا : إن استخدام المدفأة الكهربائية يقلل من استهلاك مشتقات النفط ومن التلوث الناتج عن الغازات السامة التي تؤثر على صحة البيئة و الإنسان.
قال الجد مبتسماً : أحسنت يا صغيرتي ، وعندما تنتهين من قراءته حدثي إخوتك وأصدقائك في المدرسة عنه .
قفزت رنا فرحة ثم قالت : سأفعل يا جدي وسأخبر صديقاتي في المدرسة عن مدفأة جدتي و الذكريات الجميلة
أمسكت رنا الكتاب و دخلت إلى غرفتها الدافئة، جلست فوقسريرها وبدأت تقرأ في الكتاب بلهفة و سعادة .
كانت تغط في نوم عميق و الكتاب فوق وجهها .
حينما دخلت أمها إلى غرفة رنا ، وما أن رفعت الكتاب عن وجهها حتى استيقظت قائلة :
إن الكهرباء نعمة عظيمة يا أمي فلولاها لما شعرنا بالدفء في أيام الشتاء القارس .



















