حبيب الزيودي "هلي يا جبال فوق جبال"

بلكي الإخباري د.مهند مبيضين
كأنك هناك ما زالت تحوم في العالوك، وغدا ذكرى رحيلك الثالثة، ايها الظبي الحوراني، غائب اليوم ولست أنت الذي يختار الغياب، حين كان الغياب حرفة يلوذ بها البعض في نهارات الوطن، فارتضيت الشعرية الأردنية صورة وهماً وتاريخاً لذلك غبت، وبقيت "محلي" الصنع والهوى والمنبت، وظل الأردن هواك ومهواك، وبقيت انساني النزعة والرؤى.
فقدتك الصباحات، والكروم والديار، وفقدك الأصدقاء ممن يحبوك حب الاخوة، وحتى من يبتسموا لوجودك لتجنب الهجاء، لكنك لن تغيب عمن علموا اطفالهم انك القصيد والبيت والهوية والأقدر على ادخال وصفي وحابس لبيوتهم.
حبيب الزيودي في ذكرى غيابك الثالثة، يفتقدك الوطن والشعر والسرو والقامات الكبيرة التي كنت تختار الكتابة عنها، ويسأل عنك الوطن الذي تعبت فيه في آخر سنواتك بين الامانة والجامعة ومن ثم البيت حيث الخروج والبقاء لمغالبة الصمت والقهر والحزن على وطن تغير كثيرا يا حبيب، وطن يغيب فيه المبدع ولا يتذكر إلا في حدود البرتكول.
تغيرت البلاد يا حبيب اليوم، لم يقام لك ميدان ولا شارع، بالكاد استديو يتيم، ورثك من ورثك، وممن اعتقد انك له وحدك، وقد فاته أنك المنشد لأهلك وارضك وليس لصداقة وزمالة الحرفة والشعر، ستبقى للطفل المنتظر صباحا في مدرسة ام المكامن وفي العالوك والهاشمية وفي اربد والكرك والطفيلة، ولمعلمة علمت اولاد الصف أنك كنت اللائذ بارض الأردن في زمن التسويات والبيوع.
وانت للمعلم الذي يلقاك في المناهج ويعلم الأطفال ان ثمة شاعر أراد يوماً أن يقول عن الأردن كلاماً أكبر من مجرد المدح، كلاماً يستحضر المقر والسرو والقباب والعالوك وحابس ووصفي وهزاع.
ولأنك للوطن، ستبقى حاضراً وإن ارتضتك أرض العالوك جارا أبدياً في الموت، فانت في سماء الوطن نجما ساطعا يغالب الغياب والمحو مها استطال علينا من بعدك في الشعر شعراء، فسلام عليك ايها الصديق والحبيب وعلى القصيد الذي لم يكتمل. وسلام على فتية سالناهم عنك ذات صباح في ذكرى غيابك الثاني وهم على أطراف الطريق وقالو:" نعرفه ومس اخلاص حمودة حكت النا عنه كثير" سلام عليك ايها الغائب الجليل الكريم و
عَـلَيكَ سَـلامُ الـلَهِ وَقـفاً فَـإِنَّني ****رَأَيـتُ الـكَريمَ الـحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ
كأنك هناك ما زالت تحوم في العالوك، وغدا ذكرى رحيلك الثالثة، ايها الظبي الحوراني، غائب اليوم ولست أنت الذي يختار الغياب، حين كان الغياب حرفة يلوذ بها البعض في نهارات الوطن، فارتضيت الشعرية الأردنية صورة وهماً وتاريخاً لذلك غبت، وبقيت "محلي" الصنع والهوى والمنبت، وظل الأردن هواك ومهواك، وبقيت انساني النزعة والرؤى.
فقدتك الصباحات، والكروم والديار، وفقدك الأصدقاء ممن يحبوك حب الاخوة، وحتى من يبتسموا لوجودك لتجنب الهجاء، لكنك لن تغيب عمن علموا اطفالهم انك القصيد والبيت والهوية والأقدر على ادخال وصفي وحابس لبيوتهم.
حبيب الزيودي في ذكرى غيابك الثالثة، يفتقدك الوطن والشعر والسرو والقامات الكبيرة التي كنت تختار الكتابة عنها، ويسأل عنك الوطن الذي تعبت فيه في آخر سنواتك بين الامانة والجامعة ومن ثم البيت حيث الخروج والبقاء لمغالبة الصمت والقهر والحزن على وطن تغير كثيرا يا حبيب، وطن يغيب فيه المبدع ولا يتذكر إلا في حدود البرتكول.
تغيرت البلاد يا حبيب اليوم، لم يقام لك ميدان ولا شارع، بالكاد استديو يتيم، ورثك من ورثك، وممن اعتقد انك له وحدك، وقد فاته أنك المنشد لأهلك وارضك وليس لصداقة وزمالة الحرفة والشعر، ستبقى للطفل المنتظر صباحا في مدرسة ام المكامن وفي العالوك والهاشمية وفي اربد والكرك والطفيلة، ولمعلمة علمت اولاد الصف أنك كنت اللائذ بارض الأردن في زمن التسويات والبيوع.
وانت للمعلم الذي يلقاك في المناهج ويعلم الأطفال ان ثمة شاعر أراد يوماً أن يقول عن الأردن كلاماً أكبر من مجرد المدح، كلاماً يستحضر المقر والسرو والقباب والعالوك وحابس ووصفي وهزاع.
ولأنك للوطن، ستبقى حاضراً وإن ارتضتك أرض العالوك جارا أبدياً في الموت، فانت في سماء الوطن نجما ساطعا يغالب الغياب والمحو مها استطال علينا من بعدك في الشعر شعراء، فسلام عليك ايها الصديق والحبيب وعلى القصيد الذي لم يكتمل. وسلام على فتية سالناهم عنك ذات صباح في ذكرى غيابك الثاني وهم على أطراف الطريق وقالو:" نعرفه ومس اخلاص حمودة حكت النا عنه كثير" سلام عليك ايها الغائب الجليل الكريم و
عَـلَيكَ سَـلامُ الـلَهِ وَقـفاً فَـإِنَّني ****رَأَيـتُ الـكَريمَ الـحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ



















