عاجل - حوار مع البروفيسور ألون بن مائير حول مؤتمر الأمم المتحدة لتعزيز حل الدولتين

أجرى موقع بلّكي نيوز حواراً صحفياً مع أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيويورك، والكاتب في عدة صحف عالمية، وخبير حل النزاعات العربية الإسرائيلية البروفيسور ألون بن مائير. وإليكم نص الحوار:
بلّكي نيوز: البروفيسور بن مائير، شكراً جزيلاً لانضمامك إلينا. كما تعلم، تستعد الأمم المتحدة لعقد مؤتمر في يوليو/تموز 2024 لتعزيز حل الدولتين، برئاسة مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية. ما هي أهمية هذا المؤتمر في رأيك، لا سيما في ظل الأحداث الأخيرة؟
ألون بن مائير: هذا المؤتمر هو الأهم من نوعه بالنسبة للقضية الفلسطينية الإسرائيلية. لقد عانى كلا الجانبين من هذا الصراع لما يقرب من ثمانية عقود، وأي خطوة تهدف إلى إيجاد حل هي خطوة حيوية. أعتقد أن المبادرة الفرنسية-السعودية تستحق الإشادة لأنها تحاول إحياء آفاق حل الدولتين، خصوصاً بعد الحرب المروعة في غزة. لقد أثبتت هذه الحرب أن الوضع الراهن غير مستدام، وأن العنف سيستمر ما دام الفلسطينيون محرومين من إقامة دولتهم.
بلّكي نيوز: ولكن هناك تقارير عن أن إدارة ترامب تحاول منع الدول من حضور المؤتمر، وتلوح بعواقب دبلوماسية. كيف ترى هذا الموقف؟
ألون بن مائير: هذا الموقف يثير الحيرة، بل هو مشين. ففي عام 2020، عندما كشف ترامب عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، أيد صراحة حل الدولتين. ولكن الآن، تُرسل إدارته تحذيرات لدول العالم، وتعتبر أي دولة تتخذ "إجراءات معادية لإسرائيل" معارضة لمصالح الولايات المتحدة. هذا السلوك متناقض تماماً. ترامب، الذي يفترض أنه يهتم بأمن إسرائيل، يجب أن يدرك أن الأمن النهائي لإسرائيل يكمن في إنهاء الصراع، وليس في إطالته. هذا التحذير لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع، وهو أمر غير معقول خاصة في ظل الحرب الدامية في غزة.
بلّكي نيوز: ما هي الخيارات المتاحة لإنهاء الصراع، وهل لا يزال حل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن؟
ألون بن مائير: دراسة التاريخ تثبت أن حل الدولتين هو الخيار العملي والمستدام الوحيد. لقد تم طرح خيارات أخرى، ولكنها لم تصمد أمام التدقيق.
* الوضع الراهن: هذا الخيار غير قابل للاستمرار. الاحتلال الذي دام ما يقرب من ستة عقود أدى إلى نظام فصل عنصري بحكم الواقع، وهو ما يقاومه الفلسطينيون بشدة.
* دولة ديمقراطية واحدة: هذا الخيار ترفضه إسرائيل تماماً لأنه يقوض هويتها كدولة يهودية.
* كيان فلسطيني مستقل منزوع السلاح: هذا الخيار يرفضه الفلسطينيون لأنه يحرمهم من حقهم في إقامة دولة كاملة السيادة.
لذلك، يبقى حل الدولتين هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق، حيث تتعايش دولتان مستقلتان بسلام واحترام متبادل لسيادة كل منهما. يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين تقبل حقيقة أن تعايشهم لا مفر منه، وأن يختاروا بين الحياة والسلام أو الاستمرار في دوامة العنف.
بلّكي نيوز: ذكرت في مقالات سابقة أن وجود نتنياهو في السلطة يعيق الحل. ما هو دور ترامب في ذلك؟
ألون بن مائير: للأسف، ما دام نتنياهو أو أمثاله في السلطة، سيستمر الإسرائيليون والفلسطينيون في المعاناة. لقد تعهد نتنياهو بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية، وهو يستغل الحرب في غزة لدفن هذا الأمل. أما ترامب، فبدلاً من استخدام نفوذه لإقناع الإسرائيليين بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لأمنهم، اختار إظهار اهتمامه بإسرائيل لجمهوره، خاصة الإنجيليين. وهذا يضعف إسرائيل ويهدد استقرارها. لقد أبلغ السعوديون ترامب بوضوح أنه لن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع إسرائيل ما لم يكن هناك مسار موثوق به لإقامة دولة فلسطينية. ولكن ترامب يتجاهل كل ذلك.
بلّكي نيوز: في الختام، ما هي رسالتك للمجتمع الدولي وللقيادات المسؤولة عن هذا الصراع؟
ألون بن مائير: نتنياهو وترامب مضللان بشكل خطير. عجزهم وسوء فهمهم هو ما يثير الحيرة، خاصة فيما يتعلق بإنهاء أطول وأكثر الصراعات دموية منذ الحرب العالمية الثانية. دماء الإسرائيليين والفلسطينيين الذين سيموتون في هذا الصراع لأجيال قادمة ستكون على أيديهما. يجب على المجتمع الدولي دعم مبادرة مثل المبادرة الفرنسية-السعودية لأنها المحاولة الوحيدة لتقديم بديل للعنف. على الرغم من صعوبة حل القضايا الخلافية، لا يوجد خيار آخر. يجب على الجانبين تقديم التنازلات الضرورية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.



















