+
أأ
-

محمد الصمادي: الدبلوماسية الشعبية.. قوة ناعمة تتجاوز القاعات الرسمية

{title}
بلكي الإخباري

 


عمّان، الأردن — في شهادة فريدة من نوعها، قدم الأستاذ محمد الصمادي، الذي قضى ربع قرن كمترجم فوري في برنامج القيادة الدولية للزائرين (IVLP)، رؤية عميقة لدور الدبلوماسية الشعبية في تشكيل المواقف وبناء الثقة. 

يؤكد الصمادي أن هذا البرنامج ليس مجرد تبادل ثقافي، بل هو أداة دبلوماسية قوية قادرة على تجاوز الصور النمطية المسبقة وتغيير القناعات.
يقول الصمادي: "كثير من المشاركين يأتون بقلوب مليئة بالتردد والخوف، يحملون في أذهانهم صورًا نمطية عن الولايات المتحدة، لكن هذه النظرة تتبدل بشكل جذري خلال الأسبوع الأول من البرنامج". ويُرجع هذا التحول إلى اللقاءات المباشرة بين المشاركين والأمريكيين العاديين في حياتهم اليومية، ما يكشف لهم عن وجه آخر للمجتمع الأمريكي يتميز بالتنوع والانفتاح.


وتبقى في ذاكرة الصمادي قصة مؤثرة لمشارك عراقي، كان في بداية البرنامج يملؤه الاستياء، ليتحول في النهاية إلى مدافع عن الحوار والسلام. ويصف الصمادي تلك اللحظة بالقول: "بدموع في عينيه، قال لي باللغة العربية: ';من الآن فصاعدًا، سأقبل أي أمريكي أراه';". هذه اللحظة، بحسب الصمادي، تبرهن على الأثر العميق لهذه البرامج في تحويل النفوس.


ويشير الصمادي إلى أن تأثير هذه البرامج لا يقتصر على تغيير وجهات النظر الفردية، بل يمتد إلى بناء جسور حقيقية بين الثقافات، وإنقاذ الأرواح، ومنع الصراعات. ويختتم شهادته بالقول: "إن الدبلوماسية لا تُمارس فقط في قاعات الحكومات، بل في الفصول الدراسية، والمراكز المجتمعية، ومن خلال الروابط الإنسانية البسيطة. إنها قوة هادئة لكنها قوية للسلام".