+
أأ
-

تقرير: تحول تاريخي في الرأي العام الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي

{title}
بلكي الإخباري

واشنطن: كشف استطلاع حديث للرأي أجرته جامعة "Quinnipiac" الأميركية في شهر أغسطس 2025 عن تحول غير مسبوق في الموقف الشعبي الأميركي من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث بدأ التعاطف مع الفلسطينيين يتجاوز التعاطف مع إسرائيل لأول مرة.

وجاءت النتائج مفاجئة، حيث أظهرت أن 37% من الأميركيين يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقابل 36% فقط يتعاطفون مع إسرائيل، وهو أدنى مستوى للتأييد الشعبي لإسرائيل في الولايات المتحدة. أما البقية، بنسبة 27%، فلم يحددوا موقفهم، مما يشير إلى أنهم قد يميلون مستقبلاً نحو الرواية الفلسطينية مع انكشاف المزيد من الأحداث.

تصدع في الرواية الإسرائيلية التقليدية

 

لطالما اعتمدت إسرائيل على سردية "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" و"الحليف الاستراتيجي" لكسب الدعم الأميركي، لكن الاستطلاع يظهر تصدعًا واضحًا في هذه السردية.

فما يقرب من 50% من الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، في حين رفض 60% فكرة إرسال مزيد من المساعدات العسكرية إليها.

ويعزو التقرير هذا التغيير إلى مشاهد الحرب الأخيرة على غزة، التي يتم بثها مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي يصعب على الإعلام التقليدي احتكارها أو تزييفها.

انقسام حزبي وفجوة بين الشعب والساسة

يظهر الاستطلاع انقسامًا حادًا على أساس حزبي، حيث يعتقد 77% من الديمقراطيين أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، ويرفض 66% من المستقلين المساعدات العسكرية لها.

 

وعلى النقيض، لا يزال 56% من الجمهوريين يؤيدون الدعم العسكري لإسرائيل.

وتطرح هذه النتائج تساؤلاً جوهريًا حول عدم انعكاس هذا التحول الشعبي على قرارات السياسة الخارجية الأميركية.

ويشير التقرير إلى أن السبب يكمن في الفجوة المتزايدة بين الناخبين والمؤسسة السياسية في واشنطن، التي لا تزال أسيرة جماعات الضغط الموالية لإسرائيل مثل "إيباك".

ماذا يعني هذا التحول؟

يؤكد التقرير أن هذا التحول لا يعني انقلابًا فوريًا في السياسة الأميركية، ولكنه يضعف من قدرة إسرائيل على الادعاء بأنها "القضية المشتركة" للأميركيين.

كما أن اعتبار نصف الشعب الأميركي أن سياسات إسرائيل ترقى إلى "الإبادة" يُفقد خطابها الكثير من شرعيته الأخلاقية.

ويمنح هذا التغيير الفلسطينيين وحركات التضامن أرضية جديدة للضغط، حيث لم يعد الرهان فقط على القرارات الدولية، بل على تحول الرأي العام في أكبر دولة داعمة لإسرائيل.

ماذا يعني هذا التحول؟

يؤكد التقرير أن هذا التحول لا يعني انقلابًا فوريًا في السياسة الأميركية، ولكنه يضعف من قدرة إسرائيل على الادعاء بأنها "القضية المشتركة" للأميركيين.

كما أن اعتبار نصف الشعب الأميركي أن سياسات إسرائيل ترقى إلى "الإبادة" يُفقد خطابها الكثير من شرعيته الأخلاقية.

ويمنح هذا التغيير الفلسطينيين وحركات التضامن أرضية جديدة للضغط، حيث لم يعد الرهان فقط على القرارات الدولية، بل على تحول الرأي العام في أكبر دولة داعمة لإسرائيل.

ووفق الاستطلاع، الذي أُجري في الفترة من 21 إلى 25 أغسطس، فإن 50% يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية استنادًا إلى ما يعرفونه عن الحرب في غزة، في حين قال 35% إنهم لا يعتقدون ذلك، وقال 15% إنهم لم يحسموا أمرهم.

أيضًا، حسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، تكشف النتائج عن انقسام حزبي حاد، إذ قال 77% من الديمقراطيين، و51% من المستقلين، إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، في حين رفض 64% من الجمهوريين هذا الاتهام.

 

وأفاد 37% من الجمهوريين بتعاطفهم مع الفلسطينيين أكثر، بينما عبّر 36% عن تعاطفهم مع الإسرائيليين.

وتمثل هذه الأرقام أعلى نسبة تعاطف للفلسطينيين وأدنى نسبة تعاطف للإسرائيليين في استطلاعات "كوينيبياك" منذ طرح هذا السؤال لأول مرة عام 2001.

تأتي هذه الأرقام القياسية لجامعة "كوينيبياك" في الوقت الذي تُظهر فيه استطلاعات رأي أمريكية أخرى ارتفاعًا مماثلًا في الأسابيع الأخيرة، وأفاد استطلاع "القضايا الحرجة" الذي أجرته جامعة ميريلاند في الفترة من 29 يوليو إلى 7 أغسطس، بمشاركة بالغين أمريكيين، أن 41% من المشاركين وصفوا أفعال إسرائيل بأنها "إبادة جماعية" أو "شبيهة بالإبادة الجماعية"، بزيادة حادة عن نسبة 23% المسجلة قبل عام.

 

كما أظهر استطلاعان أُجريا في وقت واحد تقريبًا في بداية أغسطس نتائج متشابهة، ووجد استطلاع أجرته "يوجوف- ذي إيكونوميست" في الفترة من 1 إلى 4 أغسطس أن 42% من المشاركين يصفون أفعال إسرائيل بالإبادة الجماعية؛ بينما أظهر استطلاع أجرته "داتا فور بروجرس" في الفترة من 1 إلى 3 أغسطس أن النسبة أعلى من ذلك، إذ بلغت 47%.

وسجل استطلاع كوينيبياك أعلى مستوى له حتى الآن، وقال 50% من الناخبين إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.

تغيير الآراء

يلفت تحليل "هآرتس" للاستطلاعات الأمريكية أن "المزيد من الأمريكيين صاروا يتبنون لغةً كانت مقتصرة في السابق على تقارير حقوق الإنسان والمذكرات القانونية الدولية".

ويشير إلى أنه بالنظر إلى استطلاعات الرأي الأربعة، يميل الديمقراطيون والناخبون الأصغر سنًا أكثر بكثير من الجمهوريين والناخبين الأكبر سنًا إلى وصف أفعال إسرائيل بالإبادة الجماعية.

ولفت إلى أنه في استطلاع جامعة ميريلاند، وافق ثلثا الديمقراطيين على وصفها بالإبادة الجماعية، مقارنةً بـ14% فقط من الجمهوريين.

ومن بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، استخدم ما يقرب من نصفهم هذه الكلمة، بينما قال 10% فقط من هذه الفئة العمرية إن أفعال إسرائيل مبررة وليست إبادة جماعية.