+
أأ
-

فشل خطة الاغتيال في الدوحة: هل كانت فخًا أم سوء تقدير؟

{title}
بلكي الإخباري

 

خاص - شهدت العاصمة القطرية الدوحة تطورًا دراماتيكيًا هزّ المنطقة بأكملها، حيث تحولت مساعي التوصل إلى هدنة في غزة إلى عملية عسكرية فاشلة كادت تودي بحياة قادة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي. هذه العملية تثير تساؤلات جدية حول النوايا الحقيقية للأطراف المشاركة، وتكشف عن مدى تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

بدأ المشهد بما بدا أنه فرصة دبلوماسية ثمينة. فقد تقدمت الولايات المتحدة بمقترح جديد لوقف إطلاق النار، مما دفع قادة حماس والجهاد الإسلامي إلى التوجه إلى الدوحة لمناقشته. هذا التحرك الدبلوماسي أثار الآمال بإمكانية التوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب المدمرة.

لكن ما لبثت هذه الآمال أن تبددت. ففي اللحظة التي كان فيها القادة مجتمعين، تعرض مقر مكتب حماس في الدوحة لهجوم جوي إسرائيلي مكثف، نفذته أكثر من 20 غارة، وبحسب المعلومات المتداولة، كان ذلك بموافقة أمريكية. هذا الهجوم، الذي جاء في خضم اجتماع حساس، أثار اتهامات صريحة  بأن العملية برمتها كانت "فخًا" صهيونيًا-أمريكيًا لاستهداف القادة بدلاً من التفاوض معهم.
على الرغم من كثافة الهجوم، نجا القادة المستهدفون، مما حول العملية إلى فشل ذريع للقوات الإسرائيلية. هذا الفشل لم يقتصر على عدم تحقيق الهدف العسكري، بل امتد ليُشكل إحراجًا دبلوماسيًا وسياسيًا كبيرًا للولايات المتحدة وإسرائيل.
لقد كشفت هذه الحادثة عن حقيقة أن الدبلوماسية في هذا الصراع قد تكون مجرد غطاء لأهداف عسكرية سرية فمحاولة الاغتيال هذه لم تقوض فقط جهود التهدئة، بل أضرت أيضًا بثقة الأطراف المتصارعة في أي مفاوضات مستقبلية.

وهي تذكير بأن السلام الحقيقي يتطلب أكثر من مجرد اتفاقيات، بل يحتاج إلى حسن نية وتجاوز لمنطق القوة.