هل يعطش الأردنيون في حال توقّف التزويد المائي من الكيان الصهيوني؟

المهندسة منار حسن المحاسنة

أمين عام سلطة وادي الأردن  الاسبق

هنا أقدّم ردًا واضحًا وصريحًا، بلغة الأرقام، على ما أذاعته القناة 14 العبرية من أنه يجب وقف تزويد الأردن بالماء والغاز بسبب تصريحات المسؤولين الأردنيين حول القضايا الإقليمية واضطراب المنطقة والمخاض السياسي الجاري.

كلا… لم ولن يعطش الأردنيون في حال توقّف تزويد الأردن بالمياه من جانب الكيان الصهيوني، إذ إن كميات التزويد أقل بكثير من حقوق الأردن المائية المسروقة من نهر الأردن.

‏لا بد من التوضيح أنه في مواسم مائية صعبة وضعيفة الهطول المطري، بلغت إجمالي كميات المياه المتوفرة من جميع المصادر في المملكة حوالي مليار و100 مليون متر مكعّب، ومع ذلك لم يعطش الأردنيون.

تُشكل كميات المياه التي يحصل عليها الأردن من طبريا (الكيان الصهيوني) من مجموع المصادر أعلاه ما نسبته 4% فقط أي نحو (10) ملايين متر مكعّب تُضاف اليها كميات غير ثابتة من فيضان نهر اليرموك، حيث يقوم الأردن في فصل الشتاء بتحويل هذه المياه عبر سد العدسية التحويلي وتخزينها في بحيرة طبريا، وتتراوح ما بين (0–20) مليون متر مكعّب كحد أقصى. وفي معظم السنوات لم يتجاوز التخزين (4–8) ملايين متر مكعّب سنويًا، اعتمادًا على كمية الهطول المطري.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكميات وردت في ملحق المياه رقم (2) من اتفاقية السلام الموقعة عام 1994، إضافة إلى (25) مليون متر مكعّب يحصل عليها الأردن منذ عام 1997، وهي غير مذكورة في الملحق.

وبذلك فإن المعدل السنوي لما يُزوَّد به الأردن لا يتجاوز (40–45) مليون متر مكعّب، مع تحمّل الحكومة الأردنية تكاليف النقل والتشغيل والصيانة.

وقد تلجأ الحكومة الأردنية أحيانًا، في مواسم شحيحة، إلى شراء المياه من الكيان الصهيوني، كما حدث عام 2010 حين اشترت وزارة المياه والري (10) ملايين متر مكعّب. ومنذ ذلك الحين يتم الشراء عند الحاجة. وفي عام 2021 وُقّعت اتفاقية لشراء (50) مليون متر مكعّب لثلاث سنوات، حيث كانت الكميات المخزنة في طبريا آنذاك لم تتجاوز (4) مليون متر مكعّب، علمًا أن المادة (3) من الملحق نصّت على تزويد الأردن بـ (50) مليون متر مكعّب سنويًا، وهو التزام لم يلتزم به الكيان.

وفي المواسم الجيدة، كما حدث في موسم 2020/2019 ، تم تخزين (20) مليون متر مكعّب في طبريا ولم يحتج الأردن إلى الشراء.

في المقابل، يحصل الكيان الصهيوني سنويًا على (25) مليون متر مكعّب من مياه نهر اليرموك عبر سد العدسية التحويلي الأردني، مع استمرار جريان النهر على مدار العام. إضافة إلى ذلك، وبموجب المادة [IV – المياه الجوفية في وادي عربة] من الملحق نفسه، يسحب الكيان نحو (8) ملايين متر مكعّب سنويًا من آبار تقع ضمن الحدود الأردنية في وادي عربة.

لذلك، كلا، لن يعطش الأردنيون. فالحكومة، ممثلة بوزارة المياه والري، عملت وتعمل على الاستخدام الأمثل لكل قطرة ماء، وعلى تطوير وتنمية المصادر التقليدية وغير التقليدية، مع إعطاء الأولوية للمياه العذبة للاستخدامات المنزلية.

حمى الله الأردن أرضًا وملكًا وشعبًا، وحمى قيادته الهاشمية.