مولدوفا: برميل بارود أوروبي على خط التماس بين الشرق والغرب

خاص - بينما تتجه الأنظار إلى الحرب في أوكرانيا، يبرز صراع آخر في مولدوفا، هذه الدولة الصغيرة الواقعة على الحدود الأوكرانية، والتي أصبحت ساحة جديدة للتنافس بين روسيا والتحالف الغربي. في قلب هذا التنافس تقع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة التي يترقبها العالم بقلق بالغ.
موقع مولدوفا ليس مجرد صدفة جغرافية، بل هو عامل أساسي في تحديد مصيرها، فهي تقع على خط التماس التاريخي بين نفوذ روسيا التقليدي وتوسع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). منذ بداية الحرب الأوكرانية، تزايدت المخاوف من أن تكون مولدوفا هي الهدف التالي لموسكو، خاصة مع وجود منطقة ترانسنيستريا الانفصالية المدعومة من روسيا عسكريًا وسياسيًا. هذه المنطقة تُعدّ نقطة ارتكاز محتملة لأي تحركات روسية مستقبلية، مما يجعلها ورقة ضغط دائمة على الحكومة المولدوفية الموالية للغرب.
تُعدّ الانتخابات القادمة في مولدوفا أكثر من مجرد عملية ديمقراطية داخلية. إنها استفتاء على الهوية والمستقبل، إما بالانضمام إلى المسار الأوروبي أو العودة إلى الفلك الروسي. يحاول الناتو والاتحاد الأوروبي دفع مولدوفا نحو التكامل مع الغرب، عبر الدعم المالي والسياسي، وتقديم وعود بالانضمام. في المقابل، تسعى روسيا لإبقاء مولدوفا في منطقة نفوذها، من خلال دعم الأحزاب الموالية لها وتأجيج التوترات.
لا يقتصر القلق على مولدوفا وحدها، بل يمتد إلى واشنطن وبروكسل وموسكو. يرى الناتو أن أي محاولة روسية لزعزعة استقرار مولدوفا أو ضمها بالقوة ستكون خطًا أحمر، قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة. موسكو، من جانبها، تعتبر توسع الناتو على حدودها تهديدًا وجوديًا، وتنظر إلى مولدوفا كجزء من منطقة نفوذها التاريخي. إنّ الترقب لنتائج الانتخابات المولدوفية يشبه الترقب قبل عاصفة كبرى، فكل طرف يدرك أن نتيجة هذه الانتخابات ستحدد التوازنات الجيوسياسية في شرق أوروبا لسنوات قادمة.


















