الشرع وقمة شرم الشيخ : غياب منطقي لا يستدعي التعجب

كتب الناشر - في حقيقة الأمر لا يحتاج غياب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والمعروف بالجولاني عن قمة شرم الشيخ للسلام إلى تحليل معمق بل يُعد قرارا دبلوماسيا طبيعي وكان متوقعا فالمنطق يقول ان المؤتمرات الدولية وخاصة تلك التي تُعقد بهدف إحلال السلام بمشاركة قوى إقليمية ودولية كبرى تقوم على دعوة ممثلي الدول الذين يتمتعون بشرعية مستقرة وبسط كامل لسيادة بلادهم ووحدة أراضيها.
فوضع سوريا الحالي اليوم كما نعلم كدولة في مرحلة انتقالية لم تستكمل بعد بناء مؤسساتها أو الحصول على اعتراف دولي واسع ويجعل ذلك دعوة رئيسها المؤقت مجازفة بروتوكولية وسياسية لا ترغب الدول المستضيفة أو المشاركة في تحمل تبعاتها.
فغياب الشرع عن القمة هو مجرد انعكاس لواقع سياسي مفاده أن التمثيل في المحافل الدولية الكبرى يُمنح فقط للقادة الذين نجحوا في تأمين السلام والاستقرار داخل حدودهم أولا
لذلك كان ما يستوجب التعليق والتحليل والتعجب فعلا هو ما إذا أقدمت مصر على توجيه الدعوة إليه لأن ذلك كان سيشكل انقلابا في قواعد الدبلوماسية الدولية أما ما حدث بالفعل فهو منطق السياسة الدولية الحذر .


















