تقرير: نصف المستفيدين في المخيمات مهددون بانعدام الأمن الغذائي

أكد برنامج الأغذية العالمي أن انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين في الأردن ما يزال مرتفعا في الربع الثالث من عام 2025؛ حيث أظهر تقرير رصدي تابع للبرنامج أن نصف المستفيدين في المخيمات، و81 % في المجتمعات المحلية، يعانون من هذا الأمر.
وأضاف أنه، وعلى الرغم من عودة بعض اللاجئين السوريين، فإن العديد منهم ما يزالون مقيمين في الأردن بسبب محدودية سبل العيش والخدمات في بلادهم.
وقال إن نصف المستفيدين في المخيمات وثلاثة أرباع المستفيدين في المجتمعات المحلية يعتزمون البقاء في الأردن لمدة عام آخر على الأقل.
وأكد البرنامج في تقريره الدوري حول نشاطاته في المملكة لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أن اللاجئين يواجهون ضغوطا متزايدة نتيجة قلة مصادر دخلهم وعدم استقرارها، بالإضافة إلى ارتفاع الديون، ونتيجة لذلك، انخفض إنفاقهم على الغذاء بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية.
وحول البرنامج الوطني للتغذية المدرسية، الذي يتم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وزّع برنامج الأغذية ألواح التمر على 400 ألف طالب في المجتمعات المحلية، كما وزّع وجبات صحية على 115 ألف طالب في المجتمعات المحلية والمخيمات.
وتتكون الوجبات من معجنات وخضراوات وفاكهة، وتُعدّها النساء في مطابخ مخصصة، بدعم من المخابز وصغار المزارعين.
ودعا البرنامج إلى ضرورة تأمين التمويل الكافي لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للاجئين في الأردن.
وقال إن الموارد الحالية تكفي لدعم المساعدات النقدية الشهرية للاجئين في المخيمات والمجتمعات المحلية فقط حتى نهاية آذار (مارس) 2026.
حاجات ملحة
ويحتاج البرنامج إلى 51 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين حتى نهاية عام 2026، وإلى ما يقارب 8 ملايين دولار لمواصلة برنامج التغذية المدرسية حتى نهاية عام 2026، وبدون تمويل إضافي، لن يتمكن من توفير وجبات مدرسية مغذية يوميا لـ 500 ألف طفل أردني ولاجئ من الفئات الأكثر ضعفا في مدارس المخيمات والمجتمعات المحلية.
وخلال تشرين الثاني/نوفمبر قدم البرنامج الدعم لـ230 ألف لاجئ في المخيمات والمجتمعات المحلية، وذلك من خلال تخفيض المساعدات الغذائية الشهرية إلى 15 دينارا (21 دولارا) للفرد.
وفي الشهر نفسه، واصل البرنامج دعم صندوق المعونة الوطنية، الذي يعمل على تطوير إطاره للشمول المالي، ورفع مستوى الوعي بالمدفوعات الرقمية.
وأعدّ برنامج الأغذية العالمي برنامجا وطنيا لتدريب المدربين لموظفي الصندوق الوطني للزراعة، لتزويدهم بالمهارات اللازمة لتقديم جلسات تدريبية للمستفيدين باستخدام مواد تدريبية جديدة وأفضل الممارسات العالمية. وعزز البرنامج ومؤسسة الائتمان الزراعي مبادرتهما للائتمان والقروض لتوطيد التكنولوجيا الزراعية الحديثة، من خلال منح أكثر من 40 قرضا ميسور التكلفة لصغار المزارعين، ومكّن هذا الدعم تركيب البيوت الزجاجية واعتماد تقنيات زراعية ذكية مناخيا، والتي لاحظتها الفرق خلال زياراتها الميدانية للمزارع.
ومن خلال تعاون برنامج الأغذية مع مجلس الأمن الغذائي، تلقى أكثر من 25 مزارعا من وادي الأردن تدريبا حول متطلبات السوق ذات القيمة العالية والممارسات الزراعية لتحسين جودة المنتجات، ونظمت التدريب الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية (JPACO).
وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، استضاف البرنامج أول سوق وبازار زراعي في مقره، حيث شارك مزارعون أردنيون وأصحاب مشاريع منزلية وباعة متجولون، وسلّط الضوء على عمل برنامج الأغذية العالمي مع المنتجين المحليين ودوره في دعم سبل العيش، وفي الشهر ذاته، قدم البرنامج دعما ماليا لمهرجان زيت الزيتون الوطني الأردني.
دعم غزة
وحول دعم الاستجابة في غزة، أشار التقرير إلى أنّه ومنذ تشرين الثاني 2023 قام البرنامج ومجموعة الخدمات اللوجستية بإيصال ما يقارب 75 ألف طن متري من المواد الغذائية وغير الغذائية إلى غزة، وبعد استئناف القوافل في حزيران (يونيو) 2025، تم إيصال 12 ألف طن متري إضافية من المواد الغذائية إلى القطاع.
وأشار إلى أنّه يوجد حاليا قرابة 11 ألف طن متري من المواد الغذائية مخزنة، جاهزة لدعم الاستجابة في غزة، ويجري إنتاج 4,500 طن متري إضافية.
وذكر بأنّه منذ 18 أيلول (سبتمبر) ما تزال جميع تحركات القوافل عبر ممر الأردن معلقة، فيما ما تزال بعض القوافل الأخرى تعمل عبر جسر الشيخ حسين لنقل المواد غير الغذائية.



















